في تورّطٍ مباشر وسافر في العدوان، كشفت هيئة البث العبرية أن الولايات المتحدة أطلقت جسرًا جويًا ضخماً إلى “إسرائيل”، يحمل مئات القنابل والذخائر، في خطوة تؤكد دور واشنطن كشريكٍ فعلي في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة.

وبحسب المعلومات، هبطت تسع طائرات شحن أمريكية عملاقة خلال 24 ساعة في قاعدة “نيفاتيم” الجوية، محمّلة بكميات هائلة من القنابل التي تُستخدم في تدمير الأحياء السكنية، واستهداف الأطفال والنساء في قطاع غزة.

هذا الدعم العسكري غير المسبوق يأتي بالتزامن مع تصاعد المجازر، وتفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والنار، فيما يكتفي العالم بالصمت، وتواصل واشنطن تزويد الاحتلال بأدوات القتل والتدمير.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تواطؤًا مفضوحًا يتجاوز الانحياز السياسي إلى التورط العملي، مما يجعل أمريكا طرفًا أصيلاً في العدوان على غزة، لا وسيطًا ولا شريكًا في السلام.

ومنذ الساعات الأولى للعدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سارعت الولايات المتحدة إلى تأكيد شراكتها الكاملة مع الاحتلال، عبر تحركات عسكرية واسعة ودعم غير مشروط.

فقد أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بإرسال حاملة الطائرات “جيرالد فورد” برفقة 12 قطعة بحرية عسكرية إلى شرق المتوسط، في استعراض واضح للقوة وتأكيد على وقوف واشنطن إلى جانب تل أبيب بكل ثقلها العسكري.

ولم تكتفِ أمريكا بالدعم السياسي، بل أعلنت صراحة أن “إسرائيل ستحصل على كل ما تحتاجه” من سلاح وذخيرة لمواصلة عدوانها على غزة. وفعلاً، كثّف البنتاغون – بشكل هادئ – وتيرة شحن الأسلحة والذخائر منذ اللحظات الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، مما ساهم في استمرار القصف والمجازر حتى اليوم، والتي خلّفت أكثر من 50 ألف شهيد، وقرابة 150 ألف جريح في القطاع المحاصر.

ولا يخفى أن الدعم الأمريكي للاحتلال ليس وليد اللحظة، بل هو نهج راسخ تجسده الصفقات العسكرية المفتوحة، والحماية السياسية في المحافل الدولية، و”الفيتو” الجاهز أمام أي إدانة.

لكن في غزة، لم يعد الأمر مجرد دعم… بل أصبح تواطؤًا معلنًا في سفك الدم، وشراكة موثّقة في حرب إبادة تُرتكب على مرأى العالم وصمته المخزي.