في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من عام 2020م تم الإعلان رسمياً عن تطبيع العلاقات بين دولة المغرب والكيان الصهيوني.

ومنذ ذلك الحين وتتسارع وتيرة التطبيع بشكل صادم ومذهل، حتى توغلت اسرائيل بكل المجالات بالمغرب وأصبحت مظاهر التطبيع ترى للعيّان.

فبِدأ من التطبيع في مجالات الزراعة والصناعة مروراً بمجال ريادة الأعمال، وحتى مجالات الحرب الإلكترونية والأمن والدفاع وأخيراً الثقافة والإعلام.

وللوهلة الاولى يظن البعض أن الاحتلال استغل اتفاقية التطبيع كي يتوغل بشكل أكبر في المغرب، ولا يعرف الكثير أن الاحتلال توغل من خلال رجاله الذين ارتقوا أعلى مناصب الدولة بشكل ظاهر، وقاموا بالتكريس للتطبيع حتى قبل توقيع الاتفاقية بسنوات عديدة.

وعندما يذكر التطبيع في المغرب يذكر مستشار الملك محمد السادس ومن قبله أبيه الملك الحسن الثاني ألا وهو أندريه أزولاي.. فكيف تدرج شخصٌ يهودي حتى صار مستشار للملك وكيف كرس للتطبيع في دولة المغرب؟!.

التدرج والارتقاء في المناصب 

أندريه أزولاي من مواليد أربعينات القرن الماضي في مدينة الصويرة في المغرب، أتم تعليمه الأساسي ثم انتقل لإتمام دراسته الجامعية في فرنسا.

وهناك أقام أندريه علاقات قوية خولته لبدء مشاريعه الخاصة في المغرب، خاصة أنه عمل في بنك “باريس با” في قسم العلاقات العامة، إضافة لذلك عمل أزولاي في مجال الإعلام وكون علاقات قوية مع أوساط الصحف الفرنسية.

ويعتقد البعض أن ذلك هو سبب تعيين الملك الحسن الثاني له في منصب المستشار، ومنذ ذلك الحين تمتع بصلاحيات كبيرة ولمع اسمه في الأوساط السياسية، حتى أنه شارك في إعادة بلورة الخيارات الإقتصادية للمغرب في تسعينيات القرن الماضي، بما يعرف بعملية الخصخصة.

وبهذا تدرج أزولاي في المناصب وامتاز بالعلاقات القوية التي تخطت حدود المغرب.

عراب التطبيع 

في خضم العمليات التطبيعية المتسارعة بين المغرب ودولة الاحتلال افتتحت قناة i24 الإسرائيلية مقراً لها في المغرب للمرة الأولى في بلد عربية.

وتم إقامة حفل كبير في موقع قصبة الشالة في الرباط، حيث مرقد السلطان الأكحل الذي حكم المغرب والأندلس في القرن الرابع عشر الميلادي، والذي خط المصحف الشريف كاملاً بيده وزينه وأهداه للمسجد الأقصى.

الحفل كان نكاية في رافضي التطبيع والمدافعين على القضية الفلسطينية بالتحديد، وكان على رأس المقيمين على الحفل هو أندريه أزولاي، واثنين من الوزراء المغاربة على رأس الحفل.

أندريه أزولاي بدأ في إثراء مظاهر التطبيع، قبل ذلك الحفل بكثير وحتى قبل الإتفاق الإبراهيمي، حيث حاول تغيير المناهج الدراسية حينما كان يعمل في وزارة الثقافة المغربية لتقبّل التطبيع منذ أمد بعيد.

وعمد أزولاي إلى تدريس حادثة الهولوكوست لأبناء المغاربة لتعزيز التعاطف مع الاحتلال، علاوة على أن له حادثة شهيرة بإقامة تمثال في المغرب يعبر عن حادثة الهولوكوست وهو ما رفضه المدافعون عن القضية الفلسطينية.

إضافة لذلك فإن علاقات أزولاي الواسعة هي التي جعلته من المقربين للملكين، فقد أصبح بعدها نائب رئيس مركز السلام في الشرق الأوسط ومقره تل أبيب، ومن خلال ذلك شرع لإقامة علاقات واجتماعات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت اسم الاتحاد من أجل السلام والتسامح.

علاوة على ذلك فقد تمت على مدار أكثر 20 عام، فعاليات تحت إشرافه بمدينة الصويرة مسقط رأسه تروج لإسرائيل، وهو ما رفضه مناهضو التطبيع.

وبناءاً عليه فإن مستشار الملك الذي يدعو في كل مؤتمر ولقاء، إلى التسامح بين الأديان وتقبل الآخر والتعرف على الغير والتقاء الحضارات، هو يروج لقتلة الأطفال وأداه خفيه تخدم أهداف الاحتلال في المغرب بيد أنه يسعى جاهداً على مدار أعوام مديدة للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مستغلاً منصبه الرفيع.

اقرأ أيضاً : مسلسل الخيانة مستمر.. كيف تطورت العلاقات المغربية مع الاحتلال؟!