اندلعت اشتباكات بين الشرطة السويسرية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في مدينة بازل، على هامش نهائي مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، حيث تصاعد التوتر بين المشاركين في الاحتجاجات وقوات الأمن، وسط استنكار واسع لمشاركة إسرائيل في الحدث الغنائي الدولي، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

احتجاجات غاضبة واشتباكات محدودة

تجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في بازل، مساء السبت، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات داعمة لغزة ومنددة بالعدوان الإسرائيلي.

وهتف المشاركون بشعارات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، فيما أقدم بعضهم على حرق العلمين الإسرائيلي والأميركي، تعبيرا عن رفضهم لما وصفوه بـ”ازدواجية المعايير” التي تتبناها الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية.

وبحسب وكالة الأنباء السويسرية “أي تي إس كيستون”، خرجت المظاهرة عن المسار المحدد لها، مما دفع الشرطة للتدخل. 

واستخدمت قوات الأمن رذاذ الفلفل في محاولة لتفريق المتظاهرين، لكنها لم تلجأ لاستخدام مدافع المياه أو القوة المفرطة. وأظهرت لقطات مصورة مواجهات محدودة بين الشرطة والمتظاهرين، الذين حاولوا الوصول إلى منطقة قريبة من مكان إقامة المسابقة.

“يوروفيجن” وسط انتقادات وضغوط

النسخة الـ69 من مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) التي استضافتها بازل هذا العام، جاءت في ظل أجواء مشحونة، إذ أثارت مشاركة المغنية الإسرائيلية يوفال رافائيل، التي تقول إنها نجت من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، جدلاً واسعا.

وعلى الرغم من محاولات القائمين على المسابقة إبقاء الحدث بعيدًا عن السياسة، إلا أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة ألقت بظلالها الثقيلة على الأجواء الاحتفالية.

المغنية الإسرائيلية واجهت استهجانًا من بعض الحضور خلال أدائها على المسرح، فيما تعطلت إحدى بروفاتها بسبب إطلاق صافرات الإنذار في المدينة. 

وفي مشهد لافت، قام أحد المتظاهرين بتوجيه إيماءة تشير إلى “قطع العنق” تجاه رافائيل، في تصعيد واضح لحالة الغضب تجاه مشاركة إسرائيل في المسابقة.

وبالمقارنة مع النسخة السابقة من “يوروفيجن” التي أقيمت في مدينة مالمو السويدية عام 2024، وشهدت احتجاجات ضخمة ضد مشاركة إسرائيل، بدت الاحتجاجات في بازل أقل حجمًا لكنها لم تكن أقل حدة في تعبيرها عن الرفض الشعبي للسياسة الإسرائيلية ودعم الغرب لها.

ازدواجية المعايير الأوروبية وجرائم إسرائيل في غزة

تزامنت الاحتجاجات مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدى إلى سقوط نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفق تقارير حقوقية دولية. 

وتتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بدعم أميركي وغربي واضح.

الاحتجاجات في بازل سلطت الضوء على ما يصفه المتظاهرون بـ”ازدواجية المعايير” في المواقف الأوروبية، حيث تتغنى أوروبا بالحرية وحقوق الإنسان، لكنها تلتزم الصمت أو تقدم دعما غير مشروط لإسرائيل في اعتداءاتها على الفلسطينيين. 

ودعا المحتجون الحكومات الأوروبية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، ووقف دعمها العسكري والدبلوماسي لإسرائيل.

ويرى ناشطون أن مشاركة إسرائيل في أحداث فنية وثقافية كبرى مثل “يوروفيجن” تمثل محاولة لتجميل صورتها على الساحة الدولية، بينما ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، في حين تفتح أوروبا أبوابها لمن يمثل الاحتلال دون مساءلة، وهو ما يشكل استفزازا لمشاعر الملايين من المتضامنين مع فلسطين.

ومع اختتام فعاليات “يوروفيجن” في بازل، يبقى التساؤل قائما حول مدى تأثير الاحتجاجات الشعبية في أوروبا على مواقف حكوماتها تجاه القضية الفلسطينية، وما إذا كانت هذه الفعاليات الفنية ستظل منصة لتلميع صورة إسرائيل، أم أنها ستتحول إلى ساحة لإظهار التضامن مع الضحايا والمظلومين.

اقرأ أيضًا : جامعة نيويورك تمنع شهادة تخرج طالب أدان فظائع غزة: هل حرية التعبير في خطر؟