كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن وقائع مروعة تعكس المعاناة الكبيرة لعمال آسيويين في مستودعات شركة “أمازون” الأمريكية في السعودية، وهي المعاناة التي وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها “إتجار بالبشر”، حيث جلب وسطاء توظيف، بينهم سعوديون، مئات العمال للعمل في ظروف مريعة داخل مستودعات الشركة في الرياض وجدة.

وأكد تقرير “الغارديان”، إن هؤلاء العمال دفعوا مبالغ كبيرة لوسطاء التوظيف من أجل القدوم، تجاوزت 2500 دولار للفرد، حيث كانوا يمنون النفس بمميزات العمل لدى “أمازون”، باعتبارها واحدة من أكبر الشركات في العالم، لكنهم فوجئوا بأنهم لا يعملون مع “أمازون” مباشرة، بل تحت سلطة وسطاء لا يعطونهم أجورهم ويضعونهم بأماكن إيواء وقذرة، ويفصلونهم من أعمالهم على أتفه الأسباب.

جدير بالذكر أنه حتى بعد أن يتم فصلهم ويصبحوا عاطلين، لا يتمكنون من الخروج من السعودية والعودة إلى بلادهم، بسبب قوانين العمل في المملكة التي تعطي رب العمل صلاحيات واسعة، بما فيها فرض غرامات باهظة لكي يسمح للعامل بالخروج قبل انتهاء مدته.

فيما ينقل التقرير عن مواطن نيبالي يعمل في مخازن “أمازون” بالسعودية، ويدعى مومتج منصور، أنه يشعر وكأنه سجين في ملجأ موبوء بالصراصير، منذ مجيئه إلى الرياض في 2021.

كذلك يقول إنه بدلاً من وظيفة أحلامه في “أمازون”، وجد أجراً منخفضاً وبؤساً.

وأكد إن مديري “أمازون” في المستودعات كانوا يوبخونه باستمرار، حيث كانوا يعتقدن أنه بطيء في العمل، حتى عندما كان يتنقل بسرعة عبر مستودع كبير من طابقين، ويحصل على أجهزة iPhone وغيرها من العناصر التي طلبها العملاء في جميع المملكة.

ثم في مايو 2022، كما يقول، تم تسريحه هو والعديد من زملائه النيباليين فجأة من وظائفهم، ويردف: كنا على بعد 2400 ميل من المنزل دون أي أجر وقليل من الطعام.

وأكد منصور أنه ناشد شركة توريد العمالة السعودية التي عقدت عقود عملهم ووضعتهم في ما يمكن اعتباره وظائف مؤقتة في “أمازون” قائلا: إذا لم يكن هناك المزيد من العمل، دعونا نعود إلى نيبال.

 

اقرأ أيضًا : بعد طوفان الأقصى.. الولايات المتحدة تستبعد تأثر مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل