في تطور لافت يعكس تغيرًا في الخطاب السياسي الغربي تجاه الاحتلال الإسرائيلي، حذر الصحفي البريطاني البارز “أندرو مار” من أن “إسرائيل” تسير نحو تدمير ذاتي بفعل سياساتها الوحشية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن استمرار القتل الجماعي سيقود حتمًا إلى انتقام كارثي قد يعصف بكيانها.
جاءت تصريحات “مار” تعليقًا على الخطاب الجريء لوزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، الذي شنّ هجومًا لاذعًا على سلوك الحكومة الإسرائيلية، متهمًا إياها بعزل نفسها عن أصدقائها وتدمير علاقاتها الدولية نتيجة للانتهاكات المستمرة في غزة.
▪️ في كلمة نادرة أمام مجلس العموم، انتقد لامي المنع الإسرائيلي المتعمد للمساعدات الإنسانية، مسلطًا الضوء على دخول 10 شاحنات فقط إلى غزة في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج استمر لأكثر من 11 أسبوعًا، رغم تكدّس أكثر من 9,000 شاحنة على المعابر.
▪️ الوزير البريطاني أكد أن “إسرائيل” استهدفت بشكل متكرر المستشفيات والبنية التحتية الصحية، واصفًا ما يجري بأنه “انهيار كامل لمنظومة الحياة”، مع تحذير من مرحلة مظلمة جديدة تتجلى في خطط التهجير والتوسع العسكري.
▪️ اللافت في خطاب لامي، أنه ربط العقوبات البريطانية المستقبلية مباشرة بسياسات حكومة نتنياهو، مؤكدًا تجميد مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة وتهديده بـ”خطوات إضافية” حال استمرار الانتهاكات، في تحول جذري من سياسة “الصمت الدبلوماسي” إلى الضغط العلني.
ولم تقتصر الانتقادات البريطانية على الحرب في غزة، بل شملت أيضًا التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، الذي وصفه لامي بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد مباشر لأي مسار نحو حل الدولتين.
الموقف البريطاني – الذي يتصاعد رغم العلاقات التاريخية القوية مع “إسرائيل” – يعكس تآكلاً في شرعية الاحتلال لدى حتى أقرب حلفائه، ويضع تل أبيب أمام عزلة دولية متزايدة، ومخاطر استراتيجية حقيقية قد تمتد لما هو أبعد من الساحة الفلسطينية.
اقرأ أيضا: العربية والحدث.. قنوات صهيونية تموّلها أبو ظبي تذرف دموع التماسيح على الاحتلال في واشنطن
اضف تعليقا