في تطور صادم، أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستاتا في مراحله الأخيرة، وهو ما أثار موجة من الجدل والتكهنات حول وضعه الصحي وإرثه السياسي.

وبينما يتصاعد النقاش حول حالته الصحية، يثار تساؤل مهم: هل أصابت دعوات الأبرياء بايدن بعد سنوات من دعمه اللامحدود لإسرائيل وتبنيه سياسات عدائية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة؟

دعم بايدن اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي:

منذ وصوله إلى البيت الأبيض، أظهر بايدن دعماً غير محدود للاحتلال الإسرائيلي، حتى في أحلك الظروف التي مرت بها غزة.

فعلى الرغم من تصاعد العدوان الإسرائيلي، وتزايد أعداد الضحايا من الأطفال والنساء، كان بايدن يواصل التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهو الشعار الذي أصبح بمثابة غطاء سياسي للجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

خلال عدوان مايو 2021، ورغم المجازر الواضحة بحق العائلات الفلسطينية، وقف بايدن إلى جانب إسرائيل، مشدداً على التزام بلاده بأمنها، ورفضه لأي إدانة دولية لممارساتها.

لم يكن بايدن مجرد مراقب، بل كان داعماً رئيسياً لتوفير الدعم العسكري والمالي لتل أبيب، بما في ذلك صفقات الأسلحة التي استخدمت في قصف غزة.

تصريحات بايدن التي أثارت الغضب

لم يقتصر دعم بايدن لإسرائيل على الصعيد الدبلوماسي فقط، بل تجاوزه إلى تصريحات مستفزة أثارت غضب الشعوب العربية والإسلامية. 

في تصريح صادم بعد أحداث السابع من أكتوبر، اتهم بايدن المقاومة الفلسطينية بقتل الأطفال، دون أي إشارة إلى الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا تحت القصف الإسرائيلي.

تصريحات بايدن لم تكن مجرد زلة لسان، بل كانت جزءاً من استراتيجية دعائية واضحة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وتبرير العدوان على قطاع غزة.

وبالرغم من الأدلة التي أثبتت استهداف الاحتلال للمنازل والمستشفيات والمدارس، بقي بايدن متمسكاً بروايته، في موقف يعكس انحيازه المطلق لإسرائيل.

بايدن والإبادة الجماعية في غزة

تجلت ذروة دعم بايدن لإسرائيل في العدوان الأخير على غزة، حيث قُتل الآلاف من المدنيين، بينهم مئات الأطفال، في هجمات عشوائية على المباني السكنية. 

ورغم الإدانات الدولية الواسعة، أصر بايدن على دعم إسرائيل، بل ورفض الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار.

وفي وقت كان العالم يتابع مشاهد الجثث والدمار في غزة، كان بايدن يدافع عن الجرائم، مستخدماً ذريعة “الدفاع عن النفس”. 

هذا الموقف وضع الولايات المتحدة في موقف المتهم بالتواطؤ في جرائم الحرب، وزاد من عزلتها الدبلوماسية.

الصحة تتدهور والسمعة تتآكل

ومع إعلان إصابته بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، يواجه بايدن ليس فقط صراعاً مع المرض، بل أيضاً مع تاريخه السياسي المُثقَل بالمواقف العدائية ضد الشعوب المستضعفة. 

ففي الوقت الذي كان يدعم فيه الإبادة في غزة، كان جسده يواجه معركة مع المرض.

والآن، وبينما ينتظر بايدن مصيره، يتساءل كثيرون: هل كان هذا المرض عقاباً إلهياً؟ هل هي دعوات الأمهات الثكالى في غزة وأصوات الأطفال الشهداء التي وصلت إلى السماء؟

خاتمة

تظل مسألة المرض والعقاب الإلهي قضية إيمانية وشخصية، لكنها في حالة بايدن تأخذ بعداً سياسياً وأخلاقياً عميقاً، فالرئيس الذي دعم الاحتلال وبارك قتل الأطفال، يجد نفسه الآن في مواجهة مرض قاتل. 

وبينما يواجه بايدن نهاية مسيرته السياسية وربما حياته، يبقى إرثه محفوراً في ذاكرة الفلسطينيين والعالم، كرمز لدعم العدوان وتجاهل حقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا : موجة دمار جديدة ستعم المنطقة.. واشنطن توافق على بيع الإمارات مروحيات عسكرية