في تطور خطير يُنذر باتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، قال مصدر عسكري إيراني إن الحرب الدائرة مع إسرائيل “لن تبقى محدودة” وستمتد قريبًا لتشمل القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة.
وأضاف المصدر -في تصريحات نقلتها وكالة “فارس” الإيرانية- أن الرد الإيراني “الحاسم” لم يبدأ بعد، وأن الهجمات القادمة ستكون أكثر اتساعًا ووجعًا.
تصعيد غير مسبوق
بدأت المواجهة الحالية على إثر ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت حساسة في العمق الإيراني، لترد طهران بإطلاق دفعات صاروخية غير مسبوقة على إسرائيل. وبحسب المتحدث باسم الجيش الإيراني، فإن الهجمات الأخيرة على تل أبيب “تمثل بداية فقط”، مؤكدًا أن الضربات القادمة ستكون “أشد بعشرين مرة” مما حدث حتى الآن.
ولم تمضِ ساعات على هذا التصريح حتى أكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية سقوط دفعة جديدة -وهي السادسة خلال أقل من 24 ساعة- من الصواريخ الإيرانية، مما تسبب في سقوط 3 قتلى إسرائيليين وأكثر من 90 جريحًا، إلى جانب دمار واسع في البنى التحتية خصوصًا في محيط تل أبيب.
تهديد مباشر للقواعد الأميركية
التحذير الأبرز جاء من المصدر العسكري الإيراني الذي قال إن المواجهة المقبلة “ستشمل كل القواعد الأميركية في المنطقة إذا تدخلت واشنطن عسكريًا لحماية إسرائيل”.
ووفقًا لما أوردته وكالة “مهر”، فقد أرسلت طهران رسائل تحذيرية إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تؤكد فيها أن “أي دعم هجومي لإسرائيل سيُقابل باستهداف مباشر لقواعدهم وسفنهم في الخليج والبحر المتوسط”.
وقد نقلت وكالة “رويترز” عن وسائل إعلام إيرانية رسمية أن إيران تعتبر أي دعم لوجستي أو استخباراتي يُقدّم لإسرائيل بمثابة مشاركة مباشرة في العدوان، مما يفتح الباب أمام احتمال استهداف مواقع عسكرية أميركية في البحرين، قطر، أو حتى الإمارات والعراق.
مجلس الأمن القومي الإيراني على خط النار
عقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعًا طارئًا، استعرض خلاله “خططًا للتعامل مع أي اعتداء إسرائيلي مستقبلي”، بحسب ما ذكره بيان رسمي.
هذا الاجتماع يؤكد أن طهران لا تتعامل مع ما يجري كمواجهة عابرة، بل كحرب إقليمية مفتوحة قد تستمر لأيام أو حتى أسابيع، بحسب المحللين العسكريين الإيرانيين.
طمع صهيوني ودعم أميركي
يرى مراقبون إيرانيون أن الطمع الإسرائيلي في فرض معادلات جديدة على المنطقة بدعم أميركي هو ما قاد إلى هذا الانفجار العسكري.
وبحسب ما نشرته صحيفة “كيهان” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، فإن إسرائيل تسعى إلى تحييد النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان والعراق واليمن، بدعم مباشر من واشنطن، الأمر الذي تعتبره طهران تهديدًا وجوديًا لها ولمحور المقاومة.
في السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة أن الحرس الثوري الإيراني ينسق منذ أيام مع “حزب الله” في لبنان، و”أنصار الله” في اليمن، تحسبًا لأي تطورات إقليمية قد تفرض على طهران فتح جبهات جديدة بالتزامن مع الضربات على إسرائيل.
صدى الصراع إقليميًا
لا تقتصر تداعيات التصعيد الإيراني-الإسرائيلي على طرفي الصراع فقط، بل تمتد لتطال دول المنطقة التي تستضيف قواعد أميركية، مثل الأردن، قطر، البحرين، الإمارات، والكويت.
وتعيش هذه الدول حالة من الترقب الأمني الشديد، خاصة بعد أن أصبحت قواعدها هدفًا محتملاً لأي رد إيراني.
في هذا السياق، برزت دعوات إيرانية للأنظمة العربية بعدم التورط في “حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل”، على حد تعبير أحد المسؤولين في الخارجية الإيرانية، الذي طالب الدول الخليجية بـ”اتخاذ موقف الحياد الكامل، وإلا فإنها ستُحسب ضمن المعسكر المعتدي”.
هل تتوسع الحرب فعلًا؟
تشير المؤشرات الميدانية إلى أن طهران عازمة على توسيع نطاق الصراع، خاصة إذا ما واصلت إسرائيل الهجوم على مواقعها أو إذا تدخلت القوات الأميركية بشكل مباشر.
ومع ارتفاع نبرة التهديد ضد واشنطن، تبدو منطقة الخليج على شفا مواجهة شاملة، قد تُحوّلها إلى ساحة حرب مفتوحة يصعب حصر خسائرها.
ويختم المصدر العسكري الإيراني تصريحه بتحذير واضح: “نملك خريطة دقيقة لكل القواعد والسفن الأميركية في المنطقة. الرد سيكون قاسيًا وبلا رحمة إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء”.
في ظل هذا التوتر، تبرز الحاجة لجهود دبلوماسية عاجلة، إذ إن أي خطأ في الحسابات قد يقود إلى اشتعال حرب كبرى تشمل أطرافًا إقليمية ودولية، ما ينذر بتغيير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
اقرأ ايضًا : “ضربة مرعبة وموجّهة للاحتلال”.. دفعة صواريخ إيرانية جديدة تضرب تل أبيب وتخلّف دماراً واسعاً
اضف تعليقا