في مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه لا يهتم إذا ما كان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قد أساء فهم الأمور المتعلقة به، مضيفاً ” إن الأمر متروك لبايدن للتفكير في مصالح أمريكا”.

منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، تعرضت الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية- أكبر مصدر للنفط في العالم – وواشنطن لضغوط بسبب سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بحرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

وفي المقابلة التي نُشرت الخميس 03 مارس/آذار الجاري، أضاف ولي العهد “ليس من حقنا إلقاء محاضرات عليك [يا بايدن] في أمريكا…الشيء نفسه ينطبق عليك فيما يتعلق بنا.”

وكانت إدارة بايدن قد أصدرت تقريرًا استخباراتياً يشير إلى تورط ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي، وهو ما ينفيه محمد بن سلمان الذي علق على هذا الأمر قائلاً “شعرت بانتهاك حقوقي من خلال الاتهامات الموجهة لي بارتكاب هذا القتل الوحشي وتقطيع أوصال خاشقجي”.

وتابع “أشعر أن قانون حقوق الإنسان لم يطبق علي … تنص المادة الحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته”.

قُتل جمال خاشقجي -المعارض السعودي وكاتب العمود في الواشنطن بوست- في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في حادثة اغتيال وحشية شوهت الصورة الإصلاحية عن المملكة التي كان ولي العهد يحاول إقناع الغرب بها، خاصة وأن أصابع الاتهام وجهت إليه من الدول الغربية نفسها.

وبحسب خبراء ومحللين، فإنه بالرغم من أن محمد بن سلمان أراد التركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي دفع بها لفتح المملكة العربية السعودية وتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، إلا أن نهجه وسياساته تشير إلى أن تلك التغييرات لا تتضمن إصلاحاَ سياسياً.

لدى سؤاله عما إذا كان الحكم السعودي يمكن أن يتحول إلى ملكية دستورية، أجاب بن سلمان بالنفي، قائلاً “المملكة العربية السعودية تقوم على ملكية مطلقة”.

كما قال الأمير محمد لـ “ذا أتلانتك” أن هدف الرياض هو الحفاظ على علاقتها “الطويلة والتاريخية” مع أمريكا وتعزيزها، مضيفاً أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة بلغت 800 مليار دولار.

الجدير بالذكر أن هذا الحوار جاء بعد أن نقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية في وقت سابق تصريحات عن ولي العهد -الحاكم الفعلي للبلاد- بأن الرياض قد تختار تقليص الاستثمارات في الولايات المتحدة.

في حين كان ولي العهد يتمتع بعلاقات وثيقة مع سلف بايدن دونالد ترامب، اتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة مع القوة الخليجية العربية واختار حتى الآن التحدث فقط مع الملك سلمان بن عبد العزيز كممثل للسعودية، وليس محمد بن سلمان الذي يعتبره الكثيرون الحاكم الفعلي للبلاد.

كما أعطت إدارة بايدن الأولوية لإنهاء حرب اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ سبع سنوات في حرب أودت بحياة عشرات الآلاف ودفع اليمن إلى حافة المجاعة، وتسببت في وقوع أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا