في فجر يوم الثلاثاء، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق قادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث استهدفت غارات عنيفة عددًا من أبرز قادة حركة حماس والمسؤولين الأمنيين والمدنيين في حكومة غزة، مما أدى إلى استشهادهم مع أفراد من عائلاتهم.
وكانت من بين أبرز الشخصيات التي ارتقت شهيدًا، المهندس عصام الدعاليس، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس لجنة متابعة العمل الحكومي، حيث استشهد برفقة ثلاثة من أبنائه واثنين من أحفاده في القصف الإسرائيلي العنيف.
كما استشهد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أبي عبيدة الجماصي، إلى جانب زوجته وعدد من أبنائه وأحفاده، في استهداف مباشر لمنزله.
ولم تقتصر الغارات على القيادات السياسية، بل امتدت أيضًا إلى كبار المسؤولين الأمنيين، حيث استشهد العميد بهجت أبو سلطان، الذي كان يشغل منصب مسؤول جهاز الأمن الداخلي في غزة، ما يشير إلى محاولة إسرائيلية لاستهداف المؤسسات الأمنية والميدانية لحركة المقاومة.
كما استشهد اللواء محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية في غزة، بالإضافة إلى أحمد الحتة “أبو عمر”، وكيل وزارة العدل في حكومة غزة، علاوة عن أبي حمزة المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس وهو ما يعكس تصعيدًا غير مسبوق يستهدف البنية القيادية لحماس وسلطات غزة.
صورة الشهيد اللواء محمود أبو وطفة في اول ايام الهدنة اثناء تفقده ابناء شعبنا pic.twitter.com/YIVmoZmprf
— صاحب السعادة (@16_Gouda) March 18, 2025
تضحيات مستمرة.. القادة في خط المواجهة
لم يكن استهداف قادة حماس ومسؤولي غزة حدثًا استثنائيًا، بل هو امتداد لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة المقاومة عبر استهداف رموزها القيادية، في محاولة لإضعاف بنيتها التنظيمية والسياسية.
ورغم ذلك، فإن التاريخ يشهد بأن حركة حماس وقياداتها لم تزدها هذه الضربات إلا صلابة وإصرارًا على المقاومة.
ويعد القائد يحيى السنوار مثالًا بارزًا على ذلك، إذ أمضى أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال قبل أن يتحول إلى أحد أبرز قادة المقاومة داخل القطاع. كما أن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عاش تجربة الاعتقال والتشريد، لكنه ظل متمسكًا بالنهج المقاوم، ولم تتوقف جهوده عن تعزيز قدرات الحركة سياسيًا وعسكريًا.
أما القائد صالح العاروري، فقد دفع حياته ثمنًا لمواقفه، حيث اغتالته إسرائيل مؤخرًا في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو أحد أبرز القادة الذين عملوا على تطوير جناح المقاومة خارج قطاع غزة، ليكون بمثابة حلقة الوصل بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحلفائها الإقليميين.
كما أن قيادات مثل عبد العزيز الرنتيسي وأحمد ياسين وعماد عقل، وغيرهم من الرموز التي ارتقت شهداءً، ظلت مصدر إلهام للأجيال الجديدة في المقاومة الفلسطينية.
حماس والشعب الفلسطيني.. مسيرة نضال واحدة
إن استشهاد القادة السياسيين والأمنيين في غزة ليس سوى فصل جديد من فصول التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني منذ عقود، إذ لطالما ارتبطت قيادة حماس بجماهيرها، ولم تكن يومًا بعيدة عن المعاناة والمقاومة.
ولم يقتصر استهداف الاحتلال على القيادات فقط، بل أودى القصف الإسرائيلي بحياة أكثر من 350 شهيدًا منذ ساعات الفجر الأولى، معظمهم من المدنيين، في تأكيد جديد على وحشية العدوان الإسرائيلي واستهدافه لكل ما هو فلسطيني.
ورغم هذه المجازر، يثبت الشعب الفلسطيني مرة أخرى أن المقاومة ليست مجرد أسماء، بل هي عقيدة راسخة في قلوب الأجيال، وأن كل قائد يرتقي شهيدًا يترك خلفه مئات المقاومين الذين يواصلون الطريق.
وكما كان استشهاد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي، وبعدهما المهندس محمد الضيف في محاولات اغتيال متعددة، وقبلهم فتحي الشقاقي وخليل الوزير وغيرهم، لم تكن نهاية للمقاومة، بل كانت بداية لمراحل جديدة من الصمود والمواجهة.
ختامًا، فإن استشهاد قادة حماس في هذه الغارات الوحشية لن يضعف المقاومة، بل سيزيدها قوة، حيث تدرك إسرائيل أن كل محاولة لقتل قادة المقاومة تزيد من صلابة الميدان وتجعل الفلسطينيين أكثر تمسكًا بحقوقهم.
فهذه الدماء التي تسيل اليوم في غزة ليست مجرد خسائر، بل هي وقود لاستمرار معركة التحرير، التي لم تتوقف منذ النكبة ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال.
اقرأ أيضًا : المقـ ـاومة تدعو الجماهير للتحرك رفضًا لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
اضف تعليقا