في حادثة أثارت جدلاً واسعًا، اعتقلت الشرطة الأمريكية بن كوهين، المؤسس المشارك لشركة الآيس كريم الشهيرة “بن آند جيري”، من داخل مبنى الكونغرس الأمريكي. 

وجاء اعتقال كوهين خلال جلسة استماع للجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ (HELP)، حيث كان يحتج على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.

وبينما حاول كوهين إيصال رسالته عن معاناة الأطفال في غزة بسبب القصف الإسرائيلي، تم القبض عليه بتهمة “التجمهر أو العرقلة أو الإزعاج”، ما يعكس تراجعًا خطيرًا في حرية التعبير بالولايات المتحدة.

بن كوهين: ناشط حقوقي في وجه التيار الأمريكي

لم يكن اعتقال بن كوهين مجرد حادث عرضي، بل يأتي ضمن سياق أطول من معارضته لسياسات الولايات المتحدة وإسرائيل. 

كوهين، الذي عرف بمواقفه السياسية الواضحة، كان دائم الانتقاد للدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، ورفض التمويل الأمريكي الذي يُستخدم في قصف غزة. 

في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أكد كوهين أنه أبلغ الكونغرس بأنهم يقتلون الأطفال الفقراء في غزة عبر تمويل القنابل، وهو تصريح أثار غضب مؤيدي إسرائيل.

الشركة المتمردة: تاريخ من المواجهات مع إسرائيل

شركة “بن آند جيري” لم تكن مجرد علامة تجارية للآيس كريم، بل كانت رمزًا للتمرد على السياسات الظالمة. 

في عام 2021، قررت الشركة وقف بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من الاحتلال الإسرائيلي وداعميه في الولايات المتحدة. 

تعرضت الشركة لضغوط من شركتها الأم “يونيليفر”، ومن حكومات ولايات أمريكية سحبت استثماراتها منها بسبب قرار المقاطعة. 

ورغم الضغوط، استمرت الشركة في موقفها، ما جعلها في صراع قانوني مع “يونيليفر” بشأن الاستقلالية في قراراتها.

ازدواجية الحرية الأمريكية: بين ادعاء الحرية وقمع المعارضة

تدّعي الولايات المتحدة أنها نموذج لحرية التعبير والديمقراطية، لكن حادثة اعتقال بن كوهين تكشف عن وجه آخر يتناقض مع هذه الادعاءات. فالحرية في أمريكا تبدو مشروطة بمدى توافق الآراء مع السياسات الرسمية. 

من يعارض السياسات الأمريكية أو ينتقد إسرائيل يواجه القمع والتضييق، سواء عبر الاعتقال كما حدث مع كوهين، أو عبر حملات التشويه وسحب الاستثمارات كما حدث مع شركة “بن آند جيري”. 

هذه الازدواجية في التعامل مع حرية التعبير تسلط الضوء على تحديات يواجهها الناشطون الأمريكيون حينما يعبرون عن مواقف تتناقض مع المصالح السياسية لبلادهم.

اقرأ أيضًا : بريطانيا تسمح للأجانب بتملك 15% من صحفها: توسع النفوذ الإماراتي في الإعلام الأوروبي