في صباح اليوم المأساوي، اهتزت غزة على وقع جريمة جديدة، حيث استُشهد الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، الذي اختار أن يحمل كاميرته ليكون شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
لم تكن هذه الجريمة مجرد حادث عرضي، بل كانت جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الحقيقة وقتل الشهود.
سياق الجريمة: استهداف الصحفيين لكتم الشهادة
حسن إصليح كان معروفًا بشجاعته في نقل الأحداث والوقائع من قلب قطاع غزة، حتى عندما تعرض لإصابة سابقة جراء استهداف قوات الاحتلال لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر بخان يونس، واصل عمله في توثيق الجرائم والانتهاكات.
في السابع من أبريل، أصيب إصليح بجروح خطيرة، وتم نقله لتلقي العلاج، لكن الاحتلال لم يكتفِ بمحاولة اغتياله الأولى، فاستهدفه مرة أخرى وهو في سرير المستشفى، في مشهد يعكس مدى وحشية آلة الحرب الإسرائيلية.
اغتيال الصحفيين: سياسة ممنهجة لقمع الشهود
اغتيال حسن إصليح ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاستهدافات الممنهجة للصحفيين في فلسطين، حيث وثقت منظمات حقوقية مئات الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين على مدار السنوات الماضية.
إسرائيل التي تدعي الديمقراطية وحرية الصحافة تمارس القتل المتعمد لكل من يحمل كاميرا أو يدوّن شهادة ضد جرائمها. إن اغتيال حسن إصليح داخل مستشفى ناصر الطبي يعد جريمة مزدوجة، فهو استهداف لشاهد وصوت حر، واعتداء على حرمة المنشآت الطبية.
موقف المجتمع الدولي: ازدواجية المعايير وتواطؤ الصمت
أثار اغتيال حسن إصليح حالة من الغضب والحزن في غزة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ندّد ناشطون بالازدواجية الصارخة في معايير المجتمع الدولي.
في حين تنشغل العواصم الغربية بإنقاذ جندي أسير لدى المقاومة، تتجاهل مقتل الصحفيين الفلسطينيين واغتيالهم بدم بارد.
إن موقف المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت تجاه جرائم إسرائيل يعكس حجم التواطؤ وغض النظر عن معاناة الشعب الفلسطيني.
حسن إصليح: رمز الشجاعة وكاميرا الشهادة
كان حسن إصليح صحفيًا مخلصًا لقضيته، وشجاعًا في نقل الحقيقة، حتى دفع حياته ثمنًا لذلك. كاميرته التي وثقت جرائم الاحتلال في غزة، بقيت شاهدة على نضاله وعطائه، حتى لحظاته الأخيرة.
حسن الذي اغتالته إسرائيل بدم بارد، سيظل رمزًا لكل صحفي حر، وصوتًا يفضح الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
خاتمة: الكاميرا التي لن تُطفأ
بينما يحاول الاحتلال إسكات الصحفيين وملاحقتهم، تبقى صورهم وشهاداتهم حيّة في ذاكرة الشعوب.
حسن إصليح ليس مجرد اسم أضيف إلى قائمة الشهداء، بل هو رمز للشجاعة في وجه الظلم، وصوت لا يموت، وكاميرا لن تُطفأ.
اقرأ أيضًا : الاحتلال يرسل وفدا تفاوضيا إلى القاهرة.. مساومات إسرائيلية وتواطؤ مصري
اضف تعليقا