العدسة – جلال إدريس
“اكتمال بناء أكبر معبد هندوسي على مساحة 20 ألف متر مربع وبتكلفة قدرت بملايين الدولارات” ليس هذا البناء الضخم في الهند ولا في أيّ من الدول الغربية، لكنه معبد هندوسي شُيّد وبني على أرض عربية خليجية، واحتضتنة دولة مسلمة هي دولة الإمارات العربية.
افتتاح حكومة أبو ظبي لأكبر معبد للهندوس في الشرق الأوسط على أراضي أبو ظبي، أثار جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا استغرابهم الشديد من حرص الإمارات على تشييد وبناء المعابد الخاصة بالهندوس والبوذيين في حين أنها تمارس تضييقات واسعة على المسلمين أنفسهم.
معبد الهندوس الضخم الذي أعلن عن بنائه بمنطقة الوثبة في أبو ظبي في عام 2015، اكتمل بناؤه مؤخرا وأشاد به رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارته القصيرة للإمارات، حيث كشف عن نموذج لما سيكون عليه أول معبد هندوسي في أبو ظبي، ووصفه بأنه “شهادة على التسامح”.
فلماذا اهتمت الإمارات ببناء وتشييد معبد هندوسي على أراضيها، ولماذا الإعلان عنه في هذا التوقيت؟ وهل لبناء المعبد الديني أهداف سياسية واقتصادية، وما هو موقف الإمارتيين منه؟ وهل سيؤثر بناؤه على الخريطة الدينية في الإمارات؟
إظهار أنها بلد التسامح
السبب الأساسي الذي دفع الإمارات لبناء هذا المعبد الضخم، هو أن تظهر الإمارات نفسها أنها بلد لتسامح الأديان، وتضم بين جنباتها كل الطوائف والملل، كما تضم أيضا المساجد والكنائس والمعابد وغير ذلك.
وبهذا الشكل تحاول الإمارات أن تظهر نفسها كبلد حضاري مثقف، يحوي كل الأديان، حيث من المقرر أن يخدم المعبد نحو 3.3 مليون هندي يقيمون في الإمارات، أغلبهم من الهندوس.
وأصدرت الحكومة الإماراتية في أغسطس 2015، قراراً بمنح الجالية الهندوسية في أبوظبي أرضاً لبناء معبد هندوسي عليها، الأمر الذي أثار ضجة آنذاك.
ولا يعد المعبد الهندوسي في أبوظبي هو المعبد الأول في الإمارات ففي عام 1958، منح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إذناً لقيام المعبد الهنودسي الأول في دبي، فأقيم في الطابق الأول في أحد مباني السوق القديمة في بور دبي، وكان معبداً للهندوس والسيخ معاً، ثم انفصل السيخ عن الهندوس عام 2012، وأقاموا معبدهم الخاص في جبل علي.
إخفاء الانتهاكات بحق العمال
مراقبون يرون أن الإمارات تحاول أيضا من خلال تلك المعابد والكنائس التي تنشئها أن تشتت أنظار العالم عن الانتهاكات غير الأخلاقية التي ترتكبها حكومة أبو ظبي، سواء على الداخل المحلي أو خارجة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر في الوقت الذي تنشأ فيه الإمارات معبدا للهندوس على أراضيها تعامل العمالة الهندية معاملة سئية شأنها شأن باقي العمالة التي تعاني من انتهاكات واسعة داخل أراضي الإمارات.
ويشكل الهنود الشريحة الأكبر من الأجانب في الإمارات، حيث يصل عددهم إلى 2.6 مليون نسمة، أو 30% من سكان الإمارات، بحسب إحصائيات السفارة الهندية في أبو ظبي.
بينما تحرص الإمارات على تقديم الوجه الحضاري للدولة من خلال البنيان الشاهق، ومن خلال الترويج لفكرة إسعاد المواطن فيها عبر فكرة “وزارة السعادة”، تكشف تقارير إعلامية دولية، وتقارير منظمات حقوقية أممية، ممارسات غير إنسانية تجري بحق الوافدين، الذين يشكّلون 80% من سكان الدولة.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية استنكرت المعاناة اللاإنسانية للعمال في موقع بناء متحف اللوفر أبوظبي عشية افتتاحه، مذكرةً بحجم الانتهاكات التي تقترفها دولة الإمارات بحقهم.
وقالت مديرة المنظمة في باريس، بنديكت جانرو، إن هذا المشروع شابته منذ البدء ببنائه في جزيرة السعديات انتهاكات لحقوق العمال المهاجرين الذين شيدوه.
وأضافت في مقال، نُشر في نوفبر الماضي، في صحيفة “ليبراسيون”، أن منظمتها نشرت ثلاثة تقارير عن ورشات البناء في جزيرة السعديات؛ أحدها عن متحف اللوفر، قبل أن تمنع السلطات الإماراتية دخول “هيومن رايتس ووتش” أراضيها، عام 2014.
كما أن الإمارات قد رحّلت في عام 2013 عدة مئات من عمال البناء في جزيرة السعديات بشكل تعسّفي، ومنعتهم من دخول البلاد لمدة سنة؛ لأنهم مارسوا حقهم في الإضراب، كما أن ظروف المعيشة والعمل المؤسفة هذه تعتبر المسؤولة جزئياً عن زيادة معدل الانتحار بين هؤلاء العمال.
وفي شهر أغسطس الماضي، نشرت قناة NDTV، وهي قناة هندية إخبارية تبثّ من نيودلهي، برنامجاً وثائقياً حمل عنوان “الوجه الآخر لدبي”، سلّطت فيه الضوء على معاناة العمال الهنود في الإمارات.
وبذلك فإن الإمارات سعت لبناء هذا المعبد لإظهار نفسها أكثر تسامحا مع العمالة الوافدة وخصوصا العمالة الهندية.
أغراض سياسية واقتصادية
للإمارات أهداف اقتصادية وسياسية واضحة من إنشاء هذا المعبد الهندوسي أيضا، وهو أن تزيد من قوة العلاقات مع “الهند” وهي التي أصبحت حليفا اقتصاديا وسياسيا هاما بالنسبة للإمارات.
ومن المعروف أن العلاقات بين الهند والإمارات تشهد مؤخرا مزيدا من الارتباط على مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، وتبحث الإمارات عن فرص وآفاق جديدة لهذه الشراكة الاستراتيجية الثنائية في مختلف المجالات.
وتعتبر الهند سوقاً استهلاكية كبيرة، إذ بلغ عدد سكانها أكثر من مليار وربع مليار نسمة، وهو ما يوفر للإمارات أن تستفيد من علاقاتها التجارية والاقتصادية، وتستثمر في الهند حيث بلغت استثماراتها أكثر من 10 مليارات دولار، وبالفعل قد تم تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين بهدف تنمية العلاقات والتعاون الثنائي، وحل مشاكل المستثمرين.
وفي جانب آخر تتطلع الإمارات لتشجيع المستثمر الإماراتي للاستثمار في مثل تلك الصناعات، مع وجود العديد من المؤسسات، كما تتطلع إلى مزيد من الاستثمارات في مجالات النفط والغاز والمنتجات البترولية والمجوهرات والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة والكيمياويات.
وتستثمر الهند اليوم أكثر من 70 مليار دولار في الإمارات من خلال 50 ألف شركة في مجالات مختلفة، أما استثمارات الإمارات في الهند فقد بلغت أكثر من 10 مليارات دولار، ومن الممكن زيادتها في هذا المجال على قدر كبير.
كذلك فإن مجال النقل والطيران يشهد ازدهارا كبيرا بين البلدين حيث تشهد البلدان نحو700 رحلة جوية أسبوعية بين دولة الإمارات ومدن الهند المختلفة، وهو قليل نظراً إلى أعداد المسافرين والسيّاح من الجانبين، الأمر الذي يدعو الإمارات إلى تكثيف هذه الرحلات.
كل تلك الأسباب جعلت الإمارات تفكر جليا في كسب ثقة الهنود، عن طريق التوسع في إنشاء مبانٍ ومنشآت دينية تزيد من الروابط بين البلدين وتساعد على خلق مزيد من فرص الاستثمار.
الإماراتيون يعترضون وغضب على تويتر
افتتاح معبد للهندوس، ومن قبله افتتاح معبد للبوذيين ومن بعده افتتاح أكبر كنيسة للمسيحيين، أثار موجة عارمة بين الإماراتيين، كما لاقى استهجانا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أن الإمارات التي تدعي السماحة مع الأديان تحارب المسلمين على أراضيها وعلى الأراضي الإسلامية في دول العالم.
وقد عاد المواطنون الإماراتيون إثر هذه القصة إلى قصص أبعد من ذلك، متطرقين إلى موضوع الوجود المسيحي في أبو ظبي، والإمارات بشكل عام، و إلى شعور المواطن الإماراتي بأنّ حكومته تحارب الإسلام في حين تدعم باقي الطوائف والممل الأخرى.
وأثار قرار بناء المعبد الهندوسي في أبو ظبي عاصفة غضب على موقع «تويتر»، حيث دشن ناشطون «هاشتاجا» بعنوان #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي تضمن تغريدات وتعليقات نارية تستنكر تصرفات حكومة أبو ظبي.
المغرد “وليد الجبر” شارك في الهاشتاج قائلا: (بدعوى #التعايش يقود #بن_زايد حملة للتقارب مع #الهندوس في الوقت الذي يشن فيه حملة مناهضة لـ #الإسلام و #المسلمين).
المغرد (Dr. Mohammad Al Omar) غرد قائلا (هذا ليس من باب التسامح الديني بل بالإشراك برب الأرض والسماء ..لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل #بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي).
مغرد سمى نفسه “الحقيقة مؤلمة” غرد قائلا ” بنوا معبدا لعباد البقر بزعم الحرية، وخنقوا حرية ناصر بن غيث من أجل تغريدة، هكذا الحرية في الفقه الدحلاني#بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي).
بينما غرد الناشط “اسكود بن” قائلا (يسجنون ويضيقون على الإسلاميين ويفتحون معابد للشرك، لماذا لا يعطون الإسلاميين حقهم، مثل ما أعطو الهندوس #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي).
ليس بعد الكفر ذنب
ونعوذ بالله من تكفير المعين
الوضع اصبح يزداد تعقيدا في الامارات فقد تصبح في يوم من الايام دولة الامارات الغربية
انا لله و انا اليه راجعون. لماذا نعيد الوثنيه بأيدينا الي ارض دوله اسلاميه عربيه و قد من الله علينا بتطهير ارض الجزيره من الشرك. اللهم اهد قاده البلاد الاسلاميه و ردهم اليك ردا جميلا و اصلح احوال المسلمين في كل مكان. يريدون توثيق العلاقات بين البلدين للكسب و التجاره و نسوا ان الله سبحانه و تعالي هو من امتن عليهم من فضله و رزقهم و ان الله سبحانه و تعالي لا يرضي لعباده الكفر و ان الله هو الرزاق الكريم. ايظنون ان الله يبارك في اموال يكسبونها علي حساب التنازل و مباركه الممارسات الوثنيه. الا يعرفون ان من طلب الدنيا علي حساب الاخره فان تجارتهم بائره و اولئك هم الخاسرون. اولا يعلموا انهم موقوفون بين يدي ربهم فمسئولون عما عملوا. ماذا سوف يكون جوابهم؟
اللهم اهدنا و اهدهم و لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.
لنا الله
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا