العدسة – ربى الطاهر

اكتشف علماء فلك من جامعة جنيف، من خلال التقاط صور عبر تلسكوب هابل، نجمًا يبعد عن الأرض مسافة هائلة.

وصرح العلماء بأنهم استطاعوا رصد هذا النجم، بعد تتبعه من خلال الصور والبيانات التي اعتمدوا عليها من تلسكوب هابل، وكان أكثر ما يميز هذا النجم هو ابتعاده عن الأرض بنحو 9 مليارات سنة ضوئية.

واعتبروا أن أهمية اكتشافهم هذا تكمن في أن هذا النجم الذي أطلق عليه نجم “إيكاروس”، يبعد بأكثر من 100 مرة عن مسافة أبعد نجم عن الأرض قد تم رصده فيما سبق، إضافة إلى أن سطوعه يفوق سطوع الشمس بآلاف المرات، مما يجعله أحد أهم النجوم السماوية التي يجب بحثها بالدراسة والمتابعة.

ويتوقع العلماء أن هذا الاكتشاف قد فتح مجالًا جديدًا في البحث عن النجوم النائية التي تقع في مجرات بعيدة جدًّا عن درب التبانة.

وأشار العلماء إلى أن هذا الاكتشاف قد تزامن مع اكتشاف آخر أعلنه أيضًا القائمون على تلسكوب “هابل”، حيث رصدوا مجموعة من المجرات التي تبعد عن الأرض وأطلقوا عليها “العين الفضائية”.

وقد يجهل الكثيرون معلومات هامة عن تلك الأجسام السماوية التي شأنها شأن مخلوقات الله، لها دورة حياة تبدأ بالميلاد وتنتهي بالموت.

كيف يُعَرِّف علم الفلك النجم؟

فالنجم هو جسم فلكي كروي من البلازما ضخم ولامع ومتماسك بفعل الجاذبية، ويستمد النجم لمعانه من الطاقة النووية المتولدة فيه، حيث تلتحم ذرات الهيدروجين مع بعضها مكونة عناصر أثقل من الهيدروجين، مثل الهيليوم والليثيوم، وهذا التفاعل الكيميائي يسمى “اندماجًا نوويًّا”، ينتج عنه طاقة هائلة أو حرارة تصل إلينا في صورة أشعة مثل أشعة الشمس، وهي أقرب النجوم إلى الأرض.

ولادة النجوم

وتولد النجوم داخل سحب من الغبار والغاز، نتيجة تفاعلات واضطرابات تحدث تحت تأثير قوى الجاذبية بينهما، عندما تتوافر كمية كافية من الغاز والغبار، وتحت تأثير ارتفاع درجة حرارة المركز، وتتكون أغلب هذه السحب من غاز الهيدروجين و23 – 28% من عنصر الهيليوم، ونسبة قليلة من عناصر ثقيلة أخرى، ومع استمرار تدفق الغاز والغبار إلى مركز السحابة واستمرار ارتفاع حرارتها تستمر التفاعلات، وبعد ملايين السنين تولد النجوم الأولية، أو ما يعرف بـ”protostar”، وعندما تزيد كثافة النجم وكتلته وينتج الهيليوم وتصل كتلته إلى 1و0 من كتلة الشمس، يحدث تدفق ثنائي القطب، ويحدث تدفقان كبيران عن النجم من الغبار بعيدًا عن سطحه الملتهب، وهو ما يؤدي إلى استقرار النجم.

ويمكن تحديد مراحل ولادة النجم في مرحلة التكاثف، وفيها يأخذ النجم شكلًا كرويًّا، ومرحلة الانكماش وخلالها ترتفع درجات حرارة باطن النجم بدرجات عالية جدًّا، وفي مرحلة الاندماج النووي التي ينتج عنها الطاقة الهائلة التي تجعل النجم يشع ويضيء.

وأظهرت النماذج ثلاثية الأبعاد أن السحب الدوارة التي تدور بشكل دائري وتحمل الغبار والغاز المضغوطين تتفكك لحظة الميلاد إلى نقطتين أو ثلاثة، وهو ما يفسر ميلاد النجوم في مجرتنا درب التبانة على شكل زوجين أو في مجموعات.

ويعتبر “سديم أوربون” أحد المناطق المولدة للنجوم، وعندما تتولد النجوم في داخل السحب الجزيئية فهي تتكور بفعل قوى الجاذبية، وترتفع حرارتها وتزداد كثافتها ويزداد الضغط في قلبها حتى يحدث اندماج الهيدروجين بداخلها عند درجة حرارة 10 ملايين كلفن، ونتيجة لاندماج الهيدروجين تحدث طاقة هائلة فيشع النجم ويضيء، وتكون هذه لحظة ميلاد النجم.

وفاة النجوم

تموت النجوم بطرق مختلفة حسب كتلتها؛ فالنجوم منخفضة الكتلة تتمكن من صهر عنصر الهيدروجين فقط، وعندما تتوقف عملية الانصهار ينكمش النجم ويتحول إلى قزم أبيض، أما النجوم متوسطة الكتلة فهي تتضخم حتى تصبح عملاقًا أحمر يقذف السديم الكويكبي، محدثًا انفجارات ضخمة قبل أن ينكمش ويتحول إلى قزم أبيض له إشعاعات لا يزيد نصف قطرها عن بضعة آلاف من الكيلومترات، وبالنسبة للنجوم ذات الكتلة العالية فتتعرض لعدة سيناريوهات؛ مثل الانفجار الكربوني، ودورات الاندماج، فإذا كان النجم في حجم الشمس، فإنه سيتحول لقزم أبيض، وإن كان أكبر من ذلك حجمًا فإنه سيتعرض لانفجار كبير ينتج عنه ما يسمى نجم النيوترون، وفي حال كان مركز الانفجار كبيرًا سيتشكل في النهاية ما يسمى بالثقب الأسود، وهو الجاذبية اللانهائية في الفضاء.

عمر النجوم

هناك عدة طرق يقيس بها العلماء عمر النجم، منها درجة لمعانه، فالنجوم تزداد لمعانًا كلما زاد عمرها، كما أن بعض النجوم تمر بمراحل في دورة حياتها، فعندما يتحول النجم إلى عملاق أحمر يعني هذا أنها في نهاية عمرها، وهناك نجوم يعرف عمرها من عمر نجوم أخرى موجودة في نفس المجرة، فنجوم نفس المجرة تكون غالبًا في عمر واحد لأنها تشكلت في أغلب الأحيان في وقت واحد.

عدد النجوم

وفي الكون ملايين التريليونات من النجوم التي تنتشر في مليارات المجرات؛ فعلى سبيل المثال تحوي مجرة درب التبانة ما بين 100 – 400 مليار نجم، ويقدر عدد النجوم في الكون بتقديرات وأرقام عملاقة جدًّا وفي تقديرات أولية أنها عشر سكستليونات أي واحد وبجواره 22 صفرًا، ولذلك يرى علماء الفلك أن عدد النجوم في السماء يفوق عدد الرمال في كل شواطئ الكرة الأرضية.