في تطور لافت، كشفت مصادر دبلوماسية أن الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة بعد فترة الهدنة، مستغلة نفوذها غير المسبوق داخل البيت الأبيض للتأثير على مواقف الإدارة الأمريكية.
فبينما كانت الجهود الدولية تتركز على تثبيت التهدئة وإيجاد حلول سياسية للأزمة، برزت أبوظبي كلاعب رئيسي يسعى إلى إفشال المساعي الدبلوماسية عبر التأكيد على استحالة استمرار الهدنة دون “نزع سلاح حماس”، وهو الشرط الذي لطالما روجت له الحكومة الإسرائيلية كذريعة لمواصلة العدوان.
وقد استخدمت الإمارات قنواتها الدبلوماسية والاقتصادية في واشنطن للتأثير على القرار الأمريكي، حيث ضغطت بشكل مكثف على البيت الأبيض للتراجع عن أي مواقف قد تدعم حلولاً سلمية أو تفتح المجال أمام حوار مع المقاومة الفلسطينية.
ويعكس هذا التحرك سياسة أبوظبي القائمة على دعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مباشر، من خلال عرقلة أي جهود تهدف إلى إنهاء العدوان أو منح الفلسطينيين مساحة للحوار السياسي.
انتقاد خطة مصر.. مساعٍ إماراتية لإفشال أي دور عربي مستقل
لم يقتصر الدور الإماراتي على تحريض الإدارة الأمريكية ضد المقاومة الفلسطينية، بل امتد إلى مهاجمة أي جهود عربية قد تسهم في التوصل إلى حل سياسي.
فقد انتقدت الإمارات خطة مصر بشأن غزة، مشيرةً إلى أن الخطة لم تقدم رؤية واضحة لنزع سلاح حماس أو لإخراجها من القطاع، وهو ما اعتبرته أبوظبي “قصورًا” في الطرح المصري، في محاولة للتشكيك في جدوى أي مبادرة لا تتبنى المطالب الإسرائيلية حرفيًا.
وفي هذا السياق، تأتي الانتقادات الإماراتية كجزء من توجه أوسع يهدف إلى تحجيم الدور المصري في إدارة الملفات الفلسطينية، حيث تسعى أبوظبي إلى تقديم نفسها كوسيط أكثر قربًا من إسرائيل وواشنطن، وهو ما يفسر سعيها الحثيث لضرب أي جهود مصرية لا تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.
ويبدو أن الدور الإماراتي في هذه المرحلة لا يقتصر على مجرد التحريض، بل يشمل محاولات مستمرة لإعادة هندسة المواقف العربية وفقًا للرؤية الإسرائيلية، وهو ما يظهر بوضوح في تعاملها مع ملف غزة.
دعم دبلوماسي وعسكري مستمر للاحتلال الإسرائيلي
تتعدى المساهمة الإماراتية في العدوان الإسرائيلي مجرد التحريض السياسي، إذ تقدم أبوظبي دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا للاحتلال في حربه ضد المقاومة الفلسطينية.
فمنذ توقيع اتفاقيات التطبيع، عززت الإمارات تعاونها العسكري والاستخباراتي مع تل أبيب، حيث زودت الاحتلال بتكنولوجيا متقدمة ساهمت في تحسين قدراته الاستخباراتية في استهداف قادة المقاومة داخل غزة.
إضافةً إلى ذلك، برز الدور الإماراتي في دعم إسرائيل على الساحة الدولية، حيث استخدمت نفوذها في المؤسسات الدولية للترويج للرواية الإسرائيلية حول الحرب على غزة، فضلًا عن محاولاتها المتكررة لإضعاف أي قرارات أممية قد تدين الاحتلال أو تفرض عليه التزامات دولية لوقف العدوان.
وقد تجلى هذا الدعم أيضًا في مواقفها داخل جامعة الدول العربية، حيث عملت أبوظبي على تقويض أي تحركات تهدف إلى فرض موقف عربي موحد ضد العدوان الإسرائيلي، ما جعلها في نظر كثير من المراقبين “حصان طروادة” داخل المنظومة العربية لصالح تل أبيب.
الخلاصة: الإمارات.. الوسيط الإسرائيلي في العالم العربي
يتضح من هذه المعطيات أن الإمارات لا تلعب دورًا محايدًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل باتت طرفًا رئيسيًا في دعم الاحتلال واستهداف المقاومة الفلسطينية، سواء عبر التأثير على قرارات البيت الأبيض، أو من خلال محاولاتها لإضعاف أي مبادرات عربية مستقلة لحل الأزمة.
ومع استمرار الحرب على غزة، يبدو أن أبوظبي ستواصل تعزيز دورها كحليف استراتيجي لإسرائيل، في إطار تحالف أوسع يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بأدوات دبلوماسية واقتصادية وأمنية.
اقرأ أيضًا : استئناف الإبادة الجماعية في غزة.. صمت عربي وخزي المطبعين
اضف تعليقا