على مدار الأسابيع الماضية ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات مثيرة للجدل تروج بشراسة لاستضافة الإمارات لقمة المناخ التابعة للأمم المتحدة المقرر عقدها نهاية العام الجاري في دبي برئاسة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية سلطان الجابر، الذي يواجه تعيينه في حد ذاته انتقادات واسعة النطاق بسبب تضارب المصالح.
وحسب ما رُصد فإن جيش من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية على تويتر وموقع التدوين ميديوم دشنوا حملة لرد أي اتهامات موجهة للإمارات مدافعين عن سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تلميع سمعة سلطان الجابر الذي يواجه شخصيًا اتهامات بالتورط في انتهاك حقوق الإنسان.
المنشورات روجت لروايات دعائية من الدرجة الأولى، مثل “التزام الإمارات العربية المتحدة بأن تكون المضيف المثالي لـ Cop28 هو شهادة على ريادتها في معالجة تغير المناخ”، وأن الجابر هو “الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ”، فيما أعاد آخرون تغريد أو إعادة نشر تغريدات حكومة الإمارات أو سعوا لدحض الانتقادات.
اللافت للنظر في هذه الحملة أن عدد كبير من الحسابات المستخدمة في الدعايا استخدموا صورة ملف شخصي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، بل تركوا الصورة كاملة دون اقتصاص الجزء الذي يشير إلى أنها مزيفة وبواسطة الذكاء الاصطناعي.
الدكتور مارك أوين جونز- الخبير في حملات التضليل الإعلامي والإليكتروني والباحث في جامعة حمد بن خليفة في قطر- كان صاحب الكشف الأول عن هذه الحسابات المزيفة، واصفًا عمل الحملة المضللة بأنه “جهد كبير ومتعدد اللغات للتأثير على العشب الفلكي يتضمن ما لا يقل عن 100 حساب مزيف و30000 تغريدة”.
وبين جونز أن تحليل التغريدات من عينة كبيرة من شبكة الحسابات المزيفة أظهر أن الموضوع الأكثر شعبية للترويج مؤخرًا هو Cop28، مضيفًا “إنها شبكة من الحسابات المزيفة تحاول الترويج للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة… إنهم يركزون على الترويج لـ Cop28 وتنظيف سجل الإمارات من خلال الدفاع عن الانتقادات الموجهة لوجود Cop28 في الإمارات العربية المتحدة”.
في سياق المتصل، كشفت صحيفة الغارديان في عدد الأربعاء أن شركة البترول التي يترأسها الجابر تمتلك صلاحيات الاطلاع على رسائل البريد الإلكتروني الصادرة والواردة لـ مكتب Cop28، بل ويتم استشارتها للرد في أي استفسارات إعلامية، وحسب الكشف فإن الشركة ومكتب قمة المناخ يشتركان في نفس خوادم البريد الإليكتروني.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت تقارير صحفية أن الجابر جند فريقًا من الخبراء لتحرير صفحته على موقع ويكيبيديا بهدف تلميع صورته فيما وُصف بعملية “الغسيل الأخضر”.
بالإضافة إلى كونه رئيس شركة أدنوك، يترأس الجابر شركة مصدر، وهي شركة للطاقة المتجددة، وقد دافع سابقًا عن تعيينه، وأخبر صحيفة الغارديان في أبريل / نيسان أن علاقاته التجارية ستثبت أنها عنصر أساسي في ضمان اتخاذ القطاع الخاص الإجراءات اللازمة بشأن أزمة المناخ.
في بحثه، قال جونز إنه اعتمد على عدة عوامل لتحديد الحسابات المزيفة مثل إنشاء عدد كبير منهم في نفس التواريخ، أو صور الملفات الشخصية المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وكذلك الشخصي، والتنسيق العام، واللغة، وأوقات النشر، وغياب أي وجود آخر على الإنترنت.
وكشف جونز أنه تم إنشاء شريحة أولى من الحسابات المزيفة في أغسطس/آب 2021 وشريحة ثانية أكبر في فبراير/شباط 2022، مضيفًا أن هذه الحسابات تدعم أهداف السياسة الخارجية للإمارات العربية المتحدة، مثل تدخلاتها في السودان وليبيا وغيرها، لكن الموضوع الأكثر شيوعًا الآن هو استضافة مؤتمر قمة المناخ الثامن والعشرين.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا