أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية السيطرة الكاملة على منطقة أبو سليم جنوب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين، من بينهم رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”. 

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن العملية العسكرية انتهت بالنجاح، مؤكدة استمرار قواتها في تأمين المنطقة وضمان استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة.

وأفاد مراسل الجزيرة بعودة هدوء حذر إلى العاصمة طرابلس، حيث لا تزال أصوات إطلاق النار المتقطعة تُسمع بين الحين والآخر. في حين أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بجهود الجيش والشرطة في فرض الأمن وبسط سلطة الدولة على كامل العاصمة.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أن الأوضاع تحت السيطرة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف. كما أكدت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق حيوية داخل العاصمة جراء الاشتباكات، مما زاد من معاناة السكان المحليين.

دور الإمارات ودعم مليشيا حفتر

وفي خلفية هذه الأحداث، تظهر الإمارات كأحد الأطراف المتهمة بدعم الفوضى في ليبيا من خلال دعمها المالي والعسكري لمليشيا خليفة حفتر في الشرق الليبي.

ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية في 2020، إلا أن الدعم الإماراتي لم يتوقف، حيث تستمر في توفير السلاح والمعدات لقوات حفتر، مما يساهم في تأجيج الصراع وإضعاف حكومة الوحدة الوطنية في الغرب.

وتأتي الاشتباكات الأخيرة في طرابلس كمؤشر جديد على هشاشة الوضع الأمني في البلاد، حيث تصاعد التوتر بين جهاز الدعم والاستقرار بقيادة الككلي وكتائب مسلحة محسوبة على حكومة الوحدة، على خلفية خلافات حول إدارة بعض مؤسسات الدولة في العاصمة.

ورغم تأكيد حكومة الوحدة على سيطرتها على الوضع، إلا أن استمرار الدعم الإماراتي لقوات الشرق الليبي يهدد بتجدد الصراع في أي لحظة، ما لم يتم التوصل إلى توافق سياسي حقيقي يحترم سيادة ليبيا ويضع حداً للتدخلات الخارجية.

قلق أممي ومطالب بالتهدئة

من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء تصاعد العنف في العاصمة طرابلس، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب. 

ودعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار واستعادة الهدوء، معربة عن دعمها الكامل لجهود الأعيان والقيادات المجتمعية في تهدئة الأوضاع.

ورغم محاولات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، لا تزال البلاد تعاني من مشاكل أمنية ناجمة عن الانقسام السياسي والصراع على السلطة بين حكومتين؛ الأولى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي تدير غرب البلاد، والثانية حكومة أسامة حماد المكلفة من قبل مجلس النواب، والتي تسيطر على شرق البلاد ومدن في الجنوب.

ومع استمرار الصراع الداخلي، يبقى الليبيون ضحايا لتدخلات إقليمية ودولية، أبرزها التدخل الإماراتي لدعم مليشيات حفتر، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويحول دون تحقيق السلام الدائم في هذا البلد الغني بالنفط.

اقرأ أيضًا : نتيجة دعم الإمارات للميليشيات.. نازحون في دارفور بلا طعام أو مأوى بعد فرارهم حفاة من القتال