في شهر مارس من العام الجاري استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي يحيا عزلة دولية بعدما ارتكب فظائع وجرائم حرب بحق شعبها فأصبح منبوذاً من العالم أجمع.
وكما هي العادة في الإمارات التي تدعم المرتزقة والانقلابيين والحكام الاستبداديين فقد استقبلت الدولة الخليجية السفاح رأس النظام لكسر عزلته بتلك الزيارة ولقاء محمد بن زايد بشكل معلن.
لكن كسر عزلة بشار لم يكن بتلك الزيارة فقط، فقد لعبت الإمارات دور الشريان التجاري الذي دعم الأسد وجعله يلتف على العقوبات الأوروبية والأمريكية تماماً كما تفعل الآن مع الأثرياء المقربين من النظام الروسي.
ظهر ذلك الدعم جلياً في معرض دبي إكسبو 2020 والذي وفرت الإمارات فيه جناحاً كاملاً للمنتجات السورية والتي يقف ورائها رجال أعمال داعمين لنظام الأسد الذي يستخدم تلك الموارد المادية في القصف والتدمير وإمطار المدارس والمستشفيات بالمواد المتفجرة.
محمد الحمرا
رغم تلويح الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على الإمارات لاستقبالها بشار الأسد، إلا أن أبوظبي لم تعود عن دعم النظام السوري بل وفرت كل الموارد المتاحة لفتح آفاق تجارية له.
أظهرت لائحة اتهام أصدرتها وزارة التجارة الأمريكية أن شركة تدعى webs مقرها دولة الإمارات تقوم باختراق العقوبات المفروضة على النظام السوري، وجاء في تلك اللائحة الصادرة عن مكتب الصناعة والأمن التابع للوزارة أن تلك الشركة تنتهك لوائح التصدير والتي تمنع التعامل مع النظام السوري.
الشركة تعود لشخص يدعى محمد الحمرا وهو يقوم بتصدير معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية وأجهزة بوابات الخدمات وخوادم الأجهزة التسلسلية ووحدات التحكم في بوابات الشبكات من الإمارات إلى سوريا وإيران.
كما أكدت لائحة الاتهام أنه قام باستيراد تلك المواد من أوروبا أولاً وعبر الإمارات قام بتصديرها إلى سوريا مباشرة في مناسبتين وإلى إيران في 11 مناسبة أخرى دون موافقة مكتب الصناعة والأمن الأمريكي
الحمرا هو مهندس سوري تابع للنظام أسس تلك الشركة في الإمارات عام 2015 وهي تنشط في استيراد المعدات التكنولوجية وقد جعلها بوابة لدعم النظام السوري وإمداده بتلك المعدات وذلك بمساعدة الإمارات.
عين على سوريا
تضع الإمارات عين على سوريا وتطمع في مقدرات تلك البلد على الرغم ما حدث فيها من الكوارث وفظائع، فهي تسعى للاستفادة منها في أكثر من ملف عبر احتضان بشار الأسد، وتهتم أن تضع موضع قدم في دمشق وسط التكالب الدولي على تلك البلد من أجل تعزيز نفوذها.
علاوة على ذلك فإن بن زايد يسعى لاستمالة إيران عن طريق دعم بشار الأسد التي تدعمه طهران كي يحصل على تهدئة إقليمية وخصوصاً من جانب جماعة أنصار الله الحوثي التي هددت أبو ظبي في أكثر من مناسبة والتي تدعمها إيران أيضا.
كما أن محمد بن زايد يعمل بدورة كوكيل لدولة الاحتلال الإسرائيلي فهو قد يسعى إلى انضمام سوريا عبر بشار إلى قطار التطبيع مع دولة الاحتلال الغاصب كما لعب نفس الدور مع دولة البحرين.
الخلاصة أن محمد بن زايد يدعم السفاح بشار الأسد تجارياً ومادياً من أجل أن يضع قدم في سوريا ويحاول جاهداً أن تنضم دمشق إلى قطار “العار” التطبيع.
اقرأ أيضاً : كيف سخرت حكومة الإمارات أجهزتها الأمنية لخدمة قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي؟
اضف تعليقا