تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة أبناء زايد إلى الاستحواذ على ثروات الدول العربية والإفريقية، عن طريق تأجيج الصراعات بها من فصائل متمردة أو حتى بدعم الانقلابات فيها، فتصبح تلك الدول أسيرة القرار الإماراتي.

فعلت الإمارات ذلك في مصر عندما دعم حركة تمرد للانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي وكررته في ليبيا عندما دعمت الانقلابي خليفة حفتر ووفرت له الأدوات من سلاحٍ ومرتزقة لقتل الشعب الليبي، علاوة على ذلك فقد شاركت في قتل وتجويع أبناء اليمن التي طمعت في ثرواتها الغنية فجعلت أهل تلك البلاد المليئة بالخيرات يموتون جوعاً فضلاً عن القصف والرصاص.

لم تكتف بهذا القدر بل طمعت في خيرات البلدان الإفريقية وحرصت على نهب ثرواتها، وحالت دون إرساء الأمن والاستقرار فيها، ووفرت إمكانيات ضخمة كي تصبح بلدان تلك القارة أسيرة لقرار أبوظبي، كما أنها استحوذت على “ذهب” القارة وقامت بتهريبه إلى دبي من خلال طرق غير مشروعة.. فكيف وضعت الإمارات أعينها على ثروات البلدان الإفريقية وكيف كانت سبب مباشر لقتل الكثير من أبناء القارة السمراء؟!.

طمع بلا حدود

تتزايد المشاكل الإفريقية بسبب إسهامات الإمارات التي تخدم مصالحها ومصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي داخل القارة، فعلى مدار سنوات مضت عملت أبوظبي على تكوين مجموعات ولوبيات عسكرية واقتصادية لم  تسمح لأبناء القارة السمراء حتى بالمشاركة في المجال الاقتصادي أو التجاري.

وقامت الإمارات بتوفير إمكانيات ضخمة لـ “شخبوط آل نهيان” الذي يتولى الملف الأفريقي بالدولة الخليجية، الذي يتولى فيها والده وزارة التسامح وقد اشتهر بتعامله الفج والمتعالى مع المواطنين.

نشطت دولة الإمارات اقتصادياً في موزمبيق وإقليم أرض الصومال على عكس إرادة الشعب الصومالي، وبمخالفة قرارات الحكومة الصومالية الفيدرالية في مقديشو ووقعت مع دولة مالي عدة اتفاقيات تغلغلت بها بقلب القارة.

أما في دولة الكونغو الديموقراطية فقد عملت على تطوير وإدارة ميناء بقيمة مليار دولار وتوسعت في التجارة مع دولة كينيا وتحاول الآن إنشاء مشروع على البحر الأحمر في السودان ووضعت أعينها على البترول النيجيري، واستثمرت في السد الإثيوبي “سد النهضة” والذي أصبح سبباً مباشراً في نقص مياه النيل في مصر.

استراتيجية التطويق 

بالنظر إلى استراتيجية الإمارات في الموانئ بشكل خاص بالقارة الإفريقية سواء من بالكونغو أو السودان والسنغال وحتي في سد النهضة الإثيوبي، سنجد أن الإمارات تطبق فكرة التطويق الصهيونية من أجل سلب أبناء القارة السمراء قرارها، وأن كل تلك التحركات تخدم دولة الاحتلال.

نشرت مجلة “الإيكونوميست” تقريراً تحدثت فيه عن أن إسرائيل وشركاتها الخاصة تتطلع إلى فرص أفضل مع الإمارات داخل القارة الإفريقية بسبب فهم أبو ظبي بطبيعة الأسواق هناك واستدلت على ذلك اتفاقية مبرمة بين بنكين إماراتيين وبنك “هبوعليم” الإسرائيلي.

كما أنها استخدمت في ذلك فرض قرارات على المسؤولين الأفارقة ودفع رشاوي كما أنها دعمت انقلاب فصائل مثلما حدث في إفريقيا الوسطى عندما قتل المتمردين آلاف البشر هناك.

الخلاصة أن الإمارات وضعت نصب أعينها الثروات الأفريقية فسلبت قرار الشعوب ودعمت الفصائل المتمردة وعملت كوكيل استراتيجي لدولة الاحتلال من أجل تطويق المنطقة.

اقرأ أيضاً : المرتزقة.. سلاح أبناء زايد لإثارة الفوضى في الدول العربية