وجه الإنتربول الدولي صفعة جديدة لدول الحصار الأربع “السعودية والإمارات والبحرين ومصر“، بعد أن رفع عددا من أسماء لشخصيات تم إدراجها سابقا على قوائم المطلوبين أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي الذي قامت دول الحصار بإدراجه ضمن قوائم الإرهاب –الخاصة بها- .

ربما ظنت دول الحصار أنها تستطيع تمرير قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها غداة قطع العلاقات مع قطر وأن المجتمع الدولي سوف يرضخ لإملاءاتها. لكن سرعان ما أعلنت الأمم المتحدة أنها لا تعترف بأية قوائم تعلنها دول بعيدا عنها وفي تصريحات للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك حينها قال “إن أية قوائم غير تلك الصادرة عن إحدى وكالات الأمم المتحدة هي قوائم غير ملزمة لنا”.

أما الجديد في الأمر فهو قرار الإنتربول الدولي برفع أسماء شخصيات عديدة معارضة للنظام المصري من قائمة المطلوبين أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قالت إن الإنتربول الدولي قام بشطب إسم الشيخ يوسف القرضاوي من قائمة المطلوبين فئة الشارة الحمراء من على موقعها.

وبينت المنظمة أن “الإنتربول” قام بتدمير أغلب الملفات الخاصة بالمعارضين السياسيين المصريين الذين طلبت سلطات بلادهم إدراجهم على قوائم المطلوبين بعد أن تأكد لها عدم صدقية الاتهامات مشيرة إلى أن “الإنتربول” أصبح أكثر معرفة بما يجري في مصر.

وقالت المنظمة إن الشرطة الدولية لم يتبقى لديها سوى اسم معارض واحد على قوائم المطلوبين بعد اكتشاف أن التهم الجنائية ما هي إلا غلاف لتهم سياسية خالصة تتمحور حول معارضة السلطات.

وأضافت المنظمة أن “منظمة الإنتربول كانت قد نشرت اسم يوسف القرضاوي “YOUSF ALQARADAWI” على موقعها كمطلوب بتهم السلب والنهب والحرق والقتل وجميعها تهم تبين أنها ملفقة كونها حدثت وهو خارج الدولة المصرية وكذلك عدم معقوليتها فهي لا تتناسب مع سيرته وعمره.

هزيمة النظام المصري

من جهته اعتبر رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا محمد جميل قرار الإنتربول هزيمة للنظام المصري الذي أمعن في قتل المصريين وعمليات الإعتقال التعسفي والإخفاء القسري وانتزاع الإعترافات تحت التعذيب لتقديم أصحابها للمحاكم.

وأضاف “جميل” في بيان للمنظمة أن “طلب مصر شارات حمراء من منظمة الإنتربول الدولي استخدام رخيص لمنظمة محترمة لها أهداف سامية في مكافحة الجريمة على مستوى العالم”.

دور الإمارات

واتهم رئيس المنظمة العربية الإمارات بالوقوف وراء ترتيب نشر اسم الشيخ يوسف القرضاوي على قائمة المطلوبين، وأضاف: “سادت حالة من الفرح والسرور في أوساط إعلامية إماراتية أولا وتبعها المصرية وغيرها وهي التي دأبت على شيطنة المعارضين للنظام المصري” مشيرا إلى أن هذه الفرحة لم تدم طويلا بعد أن ظهرت الحقيقة وعادت الأمور إلى نصابها.

وفي ختام تصريحاته دعا “جميل منظمة الإنتربول إلى إلغاء نظام النشر الذي أنشأته منظمة الإنتربول حيث “يتيح هذا النظام تبادل الدول لمذكرات القبض مباشره فيما بينها دون أن تنشر على موقع منظمة الشرطة الدولية” مشيرا إلى أن هذا النظام تستخدمه الأنظمة الدكتاتورية على نطاق واسع في استغلال فاضح لهذا النظام لاعتقال مطلوبين على خلفية معارضة هذه الأنظمة.

قائمة الإرهاب لدول الحصار

أعلنت دول الحصار الأربع “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” في 8 يونيو الماضي عن قائمة تضم 56 شخصية عربية كان أبرزها الشيخ يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في مصر وشخصيات عربية ثورية.

لكن المثير في هذه القائمة كان اسم الشيخ يوسف القرضاوي حيث تم إدراج اسمه على ضمن القائمة التي أعلنتها دول الحصار بعد شهرين فقط من زيارته للمملكة العربية السعودية واختياره كأبرز شخصية في المؤتمر الإسلامي الذي احتضنته مكة المكرمة في ذلك الوقت، وخلال المؤتمر التقى القرضاوي برئيس هيئة كبار العلماء مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.

ومن المفارقات أيضا أن الشيخ “القرضاوي” التقى أغلب ملوك السعودية على مدار العقود، كما حصل على أرفع جائزة في المملكة وهي جائزة الملك فيصل.

كما منحته دولة الإمارات -قبل سنوات- مكافأة مالية تقدر بمليون درهم إماراتي بعد تكريمه وحصوله على جائزة الشخصية الإسلامية الأبرز.