وافق الاتحاد الأوروبي على تأجيل مرن لخروج بريطانيا من التكتل (بريكست) مدته ثلاثة أشهر في وقت يضغط فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون لإجراء انتخابات مبكرة بعد أن أرغمته المعارضة على طلب التمديد، الأمر الذي تعهد بأنه لن يطلبه أبدا.
وقبل أيام قلائل من الموعد المقرر لخروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي وهو 31 أكتوبر تشرين الأول الساعة 2300 بتوقيت جرينتش، أصبح مصير البريكست معلقا في وقت لم يقترب فيه الساسة البريطانيون من توافق على طريقة الخروج أو توقيته أو إن كان سيتم أصلا.
واضطر جونسون الذي شغل منصب رئيس الوزراء في يوليو تموز متعهدا بالخروج في الموعد المقرر إلى طلب التمديد بعد هزيمته في البرلمان الذي رفض الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي على الخروج.
ووافقت الدول السبع والعشرون الباقية في الاتحاد الأوروبي على تأجيل خروج بريطانيا إلى نهاية يناير كانون الثاني مع إمكانية الخروج في موعد أسبق إذا وافق البرلمان البريطاني الذي يسوده انقسام شديد على اتفاق الخروج.
وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي على تويتر ”وافقت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون على قبول طلب ’التمديد المرن‘ الذي تقدمت به المملكة المتحدة إلى 31 يناير 2020“.
وتحتاج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى رد رسمي من بريطانيا على عرض التأجيل المحدد بثلاثة أشهر قبل البدء في اتخاذ ”إجراء مكتوب“ يكون للحكومات بمقتضاه الحق في قبول الرد البريطاني أو رفضه خلال 24 ساعة.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ”لا يمكننا بدء الإجراء المكتوب إلا إذا استلمنا موافقة الحكومة البريطانية على النص“.
وجونسون ملزم بمقتضى القانون الذي وافق عليه البرلمان البريطاني الشهر الماضي بقبول التمديد بمجرد تلقيه العرض.
وقال المتحدث باسم جونسون يوم الاثنين إن رئيس الوزراء سيرد على عرض التأجيل المقدم من الاتحاد الأوروبي فور مراجعة التفاصيل.
وأكد دبلوماسيان كبيران في الاتحاد الأوروبي أن فترة الإجراء المكتوب المتفق عليها هي 24 ساعة تبدأ من وقت قبول بريطانيا عرض تأجيل البريكست من 31 أكتوبر تشرين الأول إلى 31 يناير كانون الثاني.
وكان البريكست قد تأجل مرتين من قبل – بعد أن تحدد له يوم 29 مارس آذار ويوم 12 أبريل نيسان – وذلك بعد أن فشلت تيريزا ماي سلف جونسون ثلاث مرات في الحصول على موافقة البرلمان على الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي.
ومع استمرار حالة الشلل في السياسة البريطانية بشأن البريكست منذ ثلاث سنوات ونصف السنة بعد موافقة الناخبين على الخروج في استفتاء بأغلبية 52 في المئة مقابل 48 في المئة، يطالب جونسون البرلمان بالموافقة على إجراء انتخابات مبكرة يوم 12 ديسمبر كانون الأول في مقابل منح البرلمان مزيدا من الوقت للموافقة على اتفاق الخروج.
لكن جونسون يحتاج إلى تأييد ثلثي أعضاء البرلمان المكون من 650 عضوا.
ومن المقرر أن يصوت مجلس العموم على طلب إجراء الانتخابات المبكرة في وقت لاحق يوم الاثنين.
اضف تعليقا