توجه وفد تفاوضي إسرائيلي اليوم الاثنين إلى العاصمة المصرية القاهرة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تزامنت مع إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي حامل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر.
هذه الخطوة تأتي وسط سياق سياسي وأمني معقد، حيث تسعى تل أبيب لتحقيق مكاسب استراتيجية مقابل تهدئة الأوضاع في القطاع.
مساومات على حساب الفلسطينيين
الوفد الإسرائيلي الذي وصل القاهرة يتطلع إلى فرض شروطه على حركة حماس، متذرعًا بضرورة وقف ما يصفه بـ”التهديد الأمني” القادم من غزة.
ووفقًا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن المحادثات ستركز على التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الأسرى، إلى جانب السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
لكن المساعدات نفسها تحولت إلى ورقة مساومة بيد الاحتلال، حيث يواصل الضغط على الفلسطينيين عبر منع دخولها منذ أوائل مارس/آذار، في محاولة لفرض شروط إضافية على حماس، من بينها نزع سلاح المقاومة، وهو ما رفضته الحركة بشدة.
وتؤكد حماس مرارًا استعدادها للتفاوض على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لكنها تصطدم بشروط الاحتلال التي تعتبرها محاولة لتفريغ المقاومة من مضمونها.
الدور المصري وتواطؤ السيسي
في المقابل، تلعب القاهرة دور الوسيط التقليدي في هذه المفاوضات، لكن دورها لم يعد محايدًا كما كان في الماضي.
فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يظهر انحيازا واضحًا لصالح الاحتلال، سواء من خلال فرض حصار محكم على غزة من جهة معبر رفح، أو بتجاهل معاناة الفلسطينيين ومنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية إليهم.
ويواجه السيسي انتقادات حادة من قوى المعارضة المصرية والعربية التي ترى في دوره خيانة للقضية الفلسطينية. حيث يُتهم النظام المصري بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي لإخضاع قطاع غزة وإجبار حماس على القبول بشروط لا تخدم سوى المصالح الإسرائيلية.
مستقبل المفاوضات وتحديات الصمود
رغم الضغط الإسرائيلي والمساومات المصرية، تظل حركة حماس ثابتة على موقفها الرافض لأي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم الحديث عن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، فإن هذه المفاوضات تبقى هشة في ظل تعنت حكومة الاحتلال ومحاولاتها فرض شروطها على المقاومة.
كما يبقى دور القاهرة محل تساؤل، حيث يتزايد الغضب الشعبي في المنطقة من مواقف السيسي الداعمة للاحتلال، فيما تواصل قوى المقاومة تمسكها بحق الدفاع عن شعبها وأرضها، معتبرة أن المفاوضات لا يجب أن تتحول إلى وسيلة لتكريس الاحتلال أو فرض الاستسلام.
اقرأ أيضًا : أوضاع مأساوية غير مسبوقة.. هكذا يعيش النازحون في قطاع غزة
اضف تعليقا