تحتفي المملكة العربية السعودية في يوم 22 من فبراير / شباط من كل عام بذكرى تأسيس المملكة فتقام الاحتفالات وتتلقى التهاني من زعماء العالم،لكن في هذا وقع حدث مغاير عن كل الأعوام الماضية.
فقد تلقى الملك سلمان تهنئة من دولة الاحتلال الإسرائيلي ما يدل على أن رؤية البلدين لبعضهم البعض قد تغيرت خلال الفترات القليلة الماضية، فقد أصدرت وزارة خارجية الاحتلال بيانًا قالت فيه “نبعث بخالص التهاني وأطيب التمنيات للمملكة العربية السعودية، ملكا وحكومة وشعبا، في ذكرى قيامها، ونتمنى أن يكون هناك جو من السلام والتعاون وحسن الجوار يخدم شعوب المنطقة”، حسب زعمها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواترت فيه الأنباء عن تطبيع سري أقامه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع دولة الاحتلال ولكن بقي الإعلان عنه الذي تأخر فقط بسبب رفض الملك سلمان وقوع ذلك.
لكن التهنئة العلنية التي قامت بها وزارة الخارجية بدولة الاحتلال حملت كثير من الدلالات وأظهرت العلاقة الحقيقية التي تجمع محمد بن سلمان بالكيان الصهيوني.
من لقاءات سرية إلى تهنئة علنية
فاز المتطرف بنيامين نتنياهو بالانتخابات التي أقيمت في دولة الاحتلال في نوفمبر الماضي وصرح بعد إعلان النتيجة مباشرة بأن التطبيع مع المملكة العربية السعودية يأتي على رأس أولوياته.
إضافة لذلك فقد استضافت قناة العربية الممولة من السعودية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أكد أنه في غضون أسابيع سيتم إعلان التطبيع مع الحكومة السعودية على غرار دولة الإمارات.
بالرجوع للوراء قليلاً في سبتمبر عام 2020 تم إعلان اتفاقية التطبيع “الخيانة” من قبل دولة الإمارات والبحرين ثم لحقها البحرين ودولة السودان لكن في تلك الأثناء بدت السعودية بعيدة عن المشهد.
لكن ما أكده نتنياهو فيما بعد أن تلك الخطوة التي قامت بها تلك الدول لم يكن لتتم لولا موافقة الدولة الخليجية الأكبر السعودية، إضافة لذلك فقد كشف وزير التعليم بدولة الاحتلال يوآف غالانت أنه في خضم تلك الأحداث ومع إبرام اتفاقية إبراهام كان هناك لقاء سري بين نتنياهو وبن سلمان.
اللقاء السري الذي جمع بن سلمان ونتنياهو تم في قصر الأمير في مدينة نيوم وقد اصطحب نتنياهو في هذا اللقاء رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين وقد تسربت معلومات سرية دارت خلال اجتماع الطرفين إلا أن المملكة العربية السعودية نفت ذلك اللقاء.
خطوات تطبيعية
علق بنيامين نتنياهو على تهنئة وزارة الخارجية بدولة الاحتلال قائلاً أن التطبيع مع المملكة يمكن أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي وأن السعودية أصبحت بشكل غير رسمي ضمن دائرة التطبيع في المنطقة.
كما أكد نتنياهو أن هناك شروط تم تجاوزها من أجل إتمام التطبيع مع المملكة ومن البديهي أن تكون تلك الشروط التي تتعلق بحل القضية الفلسطينية التي تمسك بها الملك سلمان لحفظ ماء وجهه أمام شعبه لكن ولي العهد لا يهبأ لتلك الأمور وينتظر الوقت المناسب فقط لإتمام التطبيع.
إضافة لذلك فإن ولي العهد بالفعل اتخذ خطوات نحو التطبيع من خلال استثماره في الشركات الإسرائيلية عن طريق جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب علاوة أن إنه فتح البلاد على مصرعيها أمام الصهاينة.
الخلاصة أن تلك التهنئة حملت دلالات كبيرة بأن تطبيع السعودية يقترب شيئاً فشيئا والدليل على ذلك هو انتقال الصهاينة من اللقاءات السرية مع المسؤولين السعوديين إلى التهنئة العلانية.
اقرأ أيضًا : من أجل التطبيع مع السعودية.. نتنياهو يعقد صفقة مع أعضاء الكنيست
اضف تعليقا