عند النظر للوهلة الأولى لإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة فسنجد أبراج عالية ومبان شاهقة علاوة عن منتجعات سياحية تنم عن حياة رفاهية تعيشها الدولة الخليجية ومواطنيها.

لكن مع اهتمام أبناء زايد بتلك الأبنية التي تحدثت تقارير عن أنها بنيت على أموال مشبوهة إلا أنهم تعمدوا “تجاهل” التعليم وبناء المدارس والجامعات الحكومية واتجهوا إلى المدارس الأجنبية التي تعتبر خطراً كبيراً على المواطنين كما أنها مكلفة على الصعيد المادي.

يعاني الإماراتيون الآن في أمر تعليم أبنائهم والذي اتجه أكثرهم إلى التعليم في المدارس الخاصة، حتى أصبحت بعض المدارس الحكومية شاغرة من أبناء المواطنين، وبات لا يدخلها إلا المغتربين الذي لا يملكون مصروفات المدارس الخاصة.

تعددت الأسباب حول نزوح الإماراتيين للمدارس الخاصة لكن عدة دراسات كشفت عن مدى الخطورة التي يتعرض لها الطلاب لفقدان هويتهم وضياع الحس الوطني لديهم بسبب التعليم الأجنبي في الإمارات.

ضياع للهوية 

كشفت دراسة إماراتية عن تقلص عدد الطلبة الإماراتيين بالمدارس الحكومية بس الإهمال الحكومي به، علاوة على ذلك فقد أصبحت نسبة انتساب الطلبة للمدارس الإماراتية الخاصة من 8.2% عام 2011 إلى 4% عام 2022.

تلك الدراسة تدل على مؤشر خطير هو أن أولياء الأمور باتوا لا يثقون في المنهج الإماراتي حتى في المدارس الخاصة وهذا يدل على ضعفه بين المناهج الأخرى والكثيرة في الدولة الخليجية منها البريطاني والأمريكي.

وبالتعمق في تلك الحالة أكثر نجد التعليم الحكومي لم يتم تطويره من الدولة التي باتت تفضل وجود المدارس الخاصة والتي تعود عليها بالنفع المادي مقابل المدارس الحكومية التي تدعمها.

كما أن تلك المدارس تتخطى الهوية الإماراتية الأصيلة التي يدرسها المنهج الإماراتي الحكومي للطلاب لكن المنهج فيها يكون أمريكي أو بريطاني وهي يلغي الهوية العربية الإماراتية، وقد أقر بعض أولياء الأمور بتلك المشكلة الكبيرة من أن أبنائه يتواصلون في مدارسهم مع معلميهم ذو الجنسيات الغربية بلغة غير عربية وكذلك مع زملائهم.

إحصائيات مفجعة 

تشكل المدارس الخاصة في الإمارات أكثر من 56% من جميع مدارس الدولة 725 مدرسة خاصة مقابل 564 مدرسة حكومية وتحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى على مستوى العالم في نسبة المدارس الخاصة على أراضيها يليها الصين والهند واللاتي يمتلكان عدد هائل من السكان مقارنة بالإمارات.

إضافة لذلك فإن نسبة هجرة الطلاب في الإمارات من المدارس الإماراتية إلى الأجنبية من 2% إلى 3% سنوياً، كما أن الدراسة سالفة الذكر، كشفت أنه في خلال 10 سنوات الأخيرة زادت المدارس الحكومية في إمارة دبي بعدد مدرسة واحدة فقط، بينما ارتفع عدد المدارس الخاصة إلى 216 مدرسة منها من تعتمد المنهج البريطاني والأمريكي والهندي.

أما على الصعيد المادي فإن الإماراتيين ينفقون ما يقرب 40% من دخلهم السنوي على المدارس الخاصة أملاً في تعليم جيد لأبنائهم، ما يجعل تعليم الطفل الواحد مكلف علاوة عن من رزقه الله بعدد 4 أو 5 من الأطفال فإن التكلفة تصل في المدارس التي تعتمد المناهج البريطانية والأمريكية إلى 105 ألف درهم إماراتي في العام الواحد.

الخلاصة أن أبناء زايد يهملون التعليم والمدارس الحكومية وأن هذا يعرض أبناء الشعب الإماراتي لخطر فقدان الهوية علاوة على ذلك فإن التعليم في المدارس الأجنبية بات مرهقاً للمواطنين ويستنزف مدخراتهم ومواردهم المادية.

اقرأ أيضاً : اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة الأمريكية: أهداف خبيثة ووسائل غير مشروعة