العدسة – ياسين وجدي:
هم أبناء الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ، تربوا على الصهيونية ودعمها من قلب البيت الأبيض المحاصر بشبكتهم الممتدة في اجهزة اتخاذ القرار ، وباتوا رقم الرئيس الامريكي دونالد ترامب الصعب في الانتخابات ، وذراعه الأيمن ، إنهم الانجيليون !.

“العدسة” يفتح ملف الانجيليين في الولايات المتحدة الامريكية ، ويرصد عن قرب الانجيليين واهدافهم في ظل قرب الانتخابات الأمريكية ومواقفهم مع ترامب.

أبناء “اسرائيل”

وفق المتابعين للشأن المسيحي ، فإن الطائفة الإنجيلية أو المسيحية الإنجيلية هي واحدة من الانقسامات الفرعية للمسيحية البروتستانتية المتطرفة ، ويُعرف هذا المذهب أيضا بالمسيحية اليهودية أو المسيحية الصهيونية، وأتباع هذه الطائفة لهم علاقات وثيقة جدا مع اليهود بالإضافة إلى التقارب الديني والعقائدي الذي يربطهم.

تأسست في احضان الأمريكيين البيض بين اعوام 1820 إلى 1830 وهي الآن واحدة من أهم فروع المسيحية المتطرفة للبيض في الولايات المتحدة، وأكبر مجموعة دينية يتركزون في ولايات الجنوب تنيسي وألاباما وكنتكي، وعلى الرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عن سكان الانجيليين في الولايات المتحدة لكن التقديرات تشير إلى أن ما بين 15٪ و20٪ من المسيحيين الأمريكيين هم من الطائفة الإنجيلية.
ويؤمن الانجليون بالفلاح الشخصي لهم في نهاية العالم ، وحرب “ارمجدون” وظهور الدجال وانتصار المسيح في هذه الحرب واستتباب السلام في العالم، وأن بيت المقدس لليهود وأن “إسرائيل” والصهيونية هي مخطط من الله تعالى للشرق الأوسط والعالم،بحسب زعمهم.
وبحسب موقع المصدر الصهيوني فإن المسيحين الإنجيليين الذين يشكلون أحد أكبر مصادر الدعم لدولة الاحتلال الصهيوني ، مؤكدا أن المسيحيين الإنجيليون يؤمنون بأنّ هجرة اليهود لإسرائيل وإقامة الدولة اليهودية هي جزء ضروري من عملية الخلاص المسيحية فضلا عن أن كل التبرّعات المسيحية التي تصل إلى الكيان الصهيوني تقريبا يتم الحصول عليها من منظمات إنجيلية بحسب الموقع.
ووفقا للتقديرات، التي أعلنها الموقع الذي يوصف نفسه بأنه الاقرب للحدث “الاسرائيلي ” فإن المبلغ السنوي الإجمالي لتبرعات الإنجيليين لدولة الاحتلال يصل إلى 200-175 مليون دولار، موضحا أن هذا المبلغ أقل بكثير من مليارات الدولارات التي يتبرع بها كل عام اليهود في جميع أنحاء العالم، ولكن الوكالة اليهودية تؤكد أنه على عكس الأعمال الخيرية اليهودية، فإن الأعمال الخيرية المسيحية ما زالت مستمرة في الأوقات الاقتصادية الصعبة أيضا!!.
الدعم الانجيلي العلني الفج للكيان الصهيوني برز بشدة بعد ليلة من تعهد افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في مدينة القدس المحتلة، حيث اجتمع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بمجموعة من كبار القساوسة والنشطاء الإنجيليين وشكرهم على ضغطهم الكبير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل نقل السفارة وكسر سياسة أمريكية استمرت لعقود حول القدس!

 

Image result for ‫امريكا واسرائيل‬‎

وثمة منظمة إنجيلية بارزة في مجال دعم الكيان الصهيوني هي “السفارة المسيحية العالمية”، التي تضم مسيحيين متضامنين مع دولة الاحتلال الصهيوني من كافة أنحاء العالم، وتقوم هذه المنظمة بعقد مؤتمر سنوي في القدس منذ حوالي 40 عاماً يشارك فيه آلاف من الإنجيليين من شتى أنحاء العالم، ويعَد الحدث السياحي الأكبر في الارض المحتلة سنوياً، وتدعي المنظمة، التي تنشط في ما تسمّيه “الدبلوماسية الإنجيلية”، أنها تمتلك فروعاً في 90 دولة وأنها تعمل في 170 دولة، وهناك منظمة أخرى مشهورة هي “مؤسسة الصداقة”، تعمل في مواضيع الهجرة والاستيطان في إسرائيل والرفاه والأمن.
الاخطبوط الأمريكي !
وفي الولايات المتحدة الامريكية ، يلعب الانجيليون دورا بارزا لدعم دولة الاحتلال ، وهو ما رصده استطلاع شامل أجري مؤخرا عن المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة، حيث أكد استمرار معدل الدعم للكيان الصهيوني بين الإنجيليين بنسبة %54 من الإنجيليين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما مع تراجع بين الشباب ، ‎علاوة على ذلك، قال %42 من المستطلعة آراؤهم إنه من المهم دعم الكيان الصهيوني ولكن “ليس دعم كل ما يفعله”، وأعرب ربع المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون أنه ينبغي دعم دولة الاحتلال بغض النظر عن أفعالها.
مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي ، هو كلمة السر ، ومندوب الطائفة الإنجيلية في البيت الابيض ، التي تعتبر اليوم ذراع الحزب الجمهوري في الحكم ، ووفقا للأصول البروتستانتية للإنجيليين، فإن بروتستانتية ترامب هي واحدة من الأسباب وراء دعم الطائفة الانجيلية له فضلا عن التقارب الموجود بين مخططات ومناهج ترامب السياسية وبين معتقدات هذه الطائفة وفق مراقبين.

 

Image result for ‫ترامب و زوجته‬‎

وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية أشارت في تقرير سابق إلى أن هناك حوالي 50 مليون أمريكي ينتمون إلى الحركة الإنجيلية المسيحية، وهم ملتزمون بالمعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدّس، ويعتبرونه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي.

ذراع ترامب !!

وبحسب المراقبين، بات الانجيليون ذراع مهم للرئيس الامريكي دونالد ترامب ، ومنذ عام 2016، وخلال السباق الرئاسي الأمريكي، كان يُعتقد أن دونالد ترامب لا يمكنه الفوز، وحين وصل إلى سدة السلطة أرجع المحللون فوزه إلى دعم الإنجيليين لترامب بمجرد معرفتهم قراره باتخاذ القدس عاصمة لدولة الاحتلال الذي كان بندا من بنود برنامجه الانتخابي.

 

Related image

ويرى المراقبون أن شعارات دونالد ترامب الانتخابية، كمكافحة الإسلام، وخفض ميزانيات الخدمات الاجتماعية، وتخفيض الضرائب على الأغنياء، فضلا عن الدعم الشامل للكيان الصهيوني أظهرت أن ترامب هو الخيار الرئيسي للنهوض بأهداف الإنجيليين، لهذا السبب، صوت معظم الإنجيليين له بحسب التقديرات والمراقبين وكان لتصويتهم دور هام في فوز ترامب الوثيق على المُرشحة الاخرى كلينتون، وهو المتوقع في المرحلة المقبلة خاصة أنه حظي بتأييد واسع من الناخبين الإنجيليين البيض في الانتخابات الرئاسية في ذلك العام، حيث صوت %81 منهم، لصالحه.
ويعد القس الإنجيلي جوني مور، من أقرب الشخصيات للرئيس الأمريكي حيث شارك في رئاسة الهيئة الاستشارية الإنجيلية لترامب خلال حملته الانتخابية، والتقى مور ترامب وأعضاء فريقه مرات عديدة آخرها ، كما دأب على التحدث للبيت الأبيض بانتظام.
وقد تبنى الرئيس الأمريكي أجندة اليمين المسيحي في عدة قضايا كتعيين القضاة المحافظين ومعارضة والاجهاض وطريقة الاحتفال بعيد الميلاد، لكن أكثر هذه القضايا أهمية هي علاقة الكيان الصهيوني بالقدس.
وظهر حرص ترامب على شراء اصوات الانجيليين ، في موقفين بارزين ، أولهما هو الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، ما جعل وفق الاستطلاعات الاخيرة أن أكثر من 80٪ من الإنجيليين راضين عن اداء حكومة ترامب، خاصة من جماعة إنجيلية بارزة هي “أمريكان كريسيتيان ليدرز فور إسرائيل” (القادة المسيحيون الأمريكيون من أجل اسرائيل) والتي أرسلت إلى ترامب تحذره من أن الوقت عنصر أساسي في نقل السفارة.
الموقف الثاني ، كان مع تركيا ، فرغم العلاقات الثنائية المتزنة ، هاجم ترامب الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان علي خلفية توقيف القضاء التركي لقس انجيلي يدعى أندرو برانسون، رغم انه متهم بالتجسس والإرهاب، وهو ما اعتبره الخبراء يهدف لاستجداء دعم الإنجيليين في الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في البلاد بعد أشهر، في محاولة لتعويض ما قد يخسره من أصوات اليمين المتطرف، نتيجة إقالته أحد كبار مستشاريه “ستيف بانون” وفريقه من منصبه.

Image result for ‫اردوغان‬‎
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، قلب الطاولة على ترامب ، أكد في تصريحات مؤخرا أنه من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها العقلية الإنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.