بعد انتظار طويل ومجهود شاق، وصلت أخيراً رحلة الخطوط الجوية الجزائرية القادمة من الدوحة إلى مدينة قسنطينة (320 كلم شرقي العاصمة الجزائر)، وعلى متنها عدداً من المسافرين العالقين في قطر بسبب انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19).

رحلة طيران .. فلماذا المشقة والانتظار؟!

في العادة لا تستغرق هذه الرحلة كل ذلك الوقت أو هذه الترتيبات، غير أن الرحلة الخاصة التي أعدتها السلطات الجزائرية لإجلاء رعاياها العالقين في قطر، سجلت تأخراً شديدًا، حيث كان يفترض أن تغادر عند التاسعة من مساء السبت بعد صعود المسافرين إلى الطائرة، لكنها لم تقلع حتى الواحدة والنصف فجر اليوم.

وعن سبب التأخير الشديد، أرجعت بعض المصادر ذلك إلى أن إشكالات مرتبطة بتصريح سلطات الطيران المدني السعودي للتحليق فوق أجوائها، مما تسبب في اضطرابات لدى المسافرين، وتذمر الكثيرين منهم للتأخير.

في الوقت الذي واجهت فيه المشرفين على تنظيم الرحلة من فريق السفارة الذي عمل طيلة الأيام الماضية على استكمال الإجراءات، صعوبات لوجستية، لأنها أول تجربة في هذا السياق، وكانوا مرتبطين بالتوجيهات الصادرة من العاصمة الجزائر.

كما وقّع المسافرون تعهدات بدفع نحو ألفي ريال قطري (550 دولار أمريكي) للخطوط الجوية الجزائرية، تكاليف رحلة الإجلاء.

ومع قيام الطائرة بحمل العالقين من الدوحة، أقلت أيضًا عددًا من المسافرين من جزر المالديف، ومن بينهم زوجان سافرا في رحلة شهر العسل، وعادت الزوجة حاملا في أشهر متقدمة، بسبب طول المدة التي قضوها وهم عالقون في المالديف

ومع تأخر إقلاع الطائرة الذي تسبب في تأخر التصريح السعودي، أصاب العديد من المسافرين الزعر من انتشار فيروس كورونا بسبب مدة الانتظار داخل الطائرة، ونزع البعض للكمامات التي ارتدوها.

ووصلت الطائرة عند السابعة صباحاً بتوقيت الدوحة، الخامسة بتوقيت الجزائر، إلى قسنطينة، حيث سيقضي المسافرون فترة حجر صحي لأسبوعين، لكن مصادر قالت إنه يمكن أن تخفض لأسبوع، بما يسمح للعائدين بقضاء العيد مع ذويهم.

وتنفس الكثير من العالقين في الدوحة، وغالبيتهم من أقارب المقيمين الذين وصلوا لزيارة أهلهم، لكنهم علقوا في قطر، بسبب غلق الأجواء، ومطار الجزائر منذ شهر مارس/ آذار.

وتنفس العاملون في السفارة بعد انتهاء مهمتهم الأولى في تأمين عودة الرعايا الجزائريين إلى وطنهم، حيث تكفلت السلطات بتكاليف إقامة العديد منهم وإيوائهم في الفنادق.

ويفترض أن تبرمج رحلة أخرى نهاية الشهر لإجلاء من تبقى من العالقين، وبعض المسافرين القادمين من وجهات أخرى في رحلات ترانزيت.