قال مصدر مسؤول في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، إن المباحثات المطولة التي أجرتها قيادة الحركة برفقة قيادة حركة “حماس” في مصر، سواء الثنائية، أو تلك التي عقدت مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، لم يجر خلالها طرح موضوع “الهدنة الدائمة” مع (الاحتلال).

وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مصر بصفتها راعي تفاهمات التهدئة، تهدف من وراء تلك المحادثات لتثبيت وقف إطلاق النار، واستمرار العمل بالتفاهمات الحالية، بحسب ما نقلته “القدس العربي”.

وقال القيادي في الجهاد إن موضوع “الهدنة الطويلة” مع (الاحتلال)، لم يطرح على طاولة البحث خلال زيارة الوفد القيادي الذي ترأسه الأمين العام “زياد النخالة”، وضم أعضاء من المكتب السياسي من غزة والخارج، للقاهرة خلال الأيام الماضية.

وأكد أن المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، لم يعرضوا أفكارا جديدة، بشأن التهدئة، لافتا إلى أن مجمل المباحثات حول هذا الملف انصبت حول الحفاظ على استمرار الهدوء.

وتابع بأن اللقاء الثلاثي الذي جمع “النخالة” مع “إسماعيل هنية” رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء “عباس كامل”، جرى خلاله أيضا تأكيد مصر، حرصها على استمرار حالة الهدوء القائمة، وعدم حدوث مواجهات عسكرية قادمة.

وشدد على أن ذلك خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تعيشها (دولة الاحتلال) حاليا، لتفويت الفرصة على الساسة الإسرائيليين، لتنفيذ أي عمل عسكري لصالح الدعاية الانتخابية.

وكشف المسؤول في الجهاد الإسلامي، أن حركته كما حركة “حماس”، لم تعارضا التوجه المصري، وأكدت أن الالتزام بالتهدئة والحفاظ على حالة الهدوء الحالية، مرتبط بالتزام (الاحتلال الإسرائيلي ) بتفاهمات وقف إطلاق النار، ومن ضمنها عدم استهداف المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة بالنار.

وأكد على حديثه الذي نفى فيه وجود طروحات ووساطات للوصول إلى “هدنة طويلة”، بعدم وجود حكومة رسمية في تل أبيب حتى اللحظة، يمكن أن تتخذ هكذا قرار، خاصة في ظل عدم قدرة الأحزاب الإسرائيلية على تشكيل حكومة جديدة.

وأشاد المسؤول بموقف مصر، الذي ظهر كداعم رئيس لقطاع غزة، في مساعي إنهاء الحصار وتحسين أوضاع السكان، وإبعاد القطاع عن شبح أي عدوان إسرائيلي.

لكنه لفت إلى أن قيادة الحركة أبلغت الوسطاء المصريين، أن الاستمرار في حالة التهدئة، يتطلب رفع الحصار الذي تفرضه (دولة الاحتلال ) على سكان غزة منذ 13 عاما.

وتابع بأن قيادة الحركة أكدت خلال لقاءاتها مع المسؤولين المصريين، أن أحدا لا يضمن استمرار الهدوء في حال بقي الحصار، الذي ينذر بـ”الانفجار” في أي لحظة.

وجاءت تلك التصريحات في أعقاب ما  تردد خلال الأيام الماضية، أن مباحثات وفدي “حماس” و”الجهاد” في القاهرة، اشتملت على تطوير تفاهمات التهدئة لتصل إلى “هدنة طويلة” برعاية مصرية.