في إشادة واضحة بجهود الخطوط القطرية، التي تبذلها لنقل المسافرين العالقين بسبب انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في وقف حركة الطيران العالمي، أشاد تقرير فرنسي بهذه الجهود التي جعلت من “القطرية” محط أنظار العالم، بل ومحل ثقة الحكومات الأوروبية أيضًا التي جعلت منها الناقل الأساسي لمواطنيها حول العالم.

وجاء في التقرير الذي نشرته قناة “فرانس 24” ، أن الطيران القطري تمكن من نقل مليون شخص عبر العالم وهو ما مكنهم من العودة الى ديارهم.

ليلقى هذا الجهد الكبير من عمل متقن ومتفان، تقدير دولي من قبل الحكومات حول العالم والمسافرين الذين أعربوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن شكرهم وامتنانهم للشركة القطرية.

وحسب تقرير “فرانس 24″، فإن الدوحة حققت نقاطا دبلوماسية مهمة في ظل الأزمة العالمية التي نجمت عن تفشي فيروس كورونا، وأبرز أهمية العمل الذي تقوم به دولة قطر تجاه العالم، كما أنها تبعث برسالة واضحة للشركاء الدوليين تؤكد أهمية الخطوط الجوية القطرية ودورها الكبير، مما يتطلب المساعدة في رفع الحصار الجوي على قطر.

وأكد التقريره أن المسافرين الدوليين والحكومات حول العالم أشادت بجهود الخطوط الجوية القطرية وطواقمها لدورها البارز في اعادة آلاف المسافرين الذين تقطعت بهم السبل بسبب توقف خطوط الطيران العالمية جراء انتشار فيروس كورونا.

فيما رأى مراقبون أن الدوحة تحرز نقاطاً دبلوماسية مهمة في ظل الحصار المفروض عليها من قبل الدول المجاورة لها في الخليج، من خلال الاستمرار في تحليق طيرانها الوطني عندما توقف المنافسون الاقليميون.

وقال المراقبون ان قطر استفادت من قدرات الخدمات اللوجستية لطيرانها في الحصار عام 2017 عندما أغلق حلفاؤها الاقليميون السابقون فجأة الحدود والمجال الجوي للسفر والتجارة، الأمر الذي أكسبها خبرات في التعامل مع ظروف الطوارئ وجعلها قادرة على التكيف والابتكار.

وتابع التقرير موضحا أن الخطوط الجوية القطرية تشغّل حاليا 35% من خدماتها العادية، وقامت باستخدام قدراتها التشغيلية الاضافية لنقل 17 ألف شخص على متن نحو60 رحلة خاصة تم تأجيرها لبلدان أخرى بهدف اجلاء مواطني تلك الدول التي تقطعت بهم السبل، حيث وجهت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مواطنيها علانية الى العودة على متن الخطوط الجوية القطرية، وأشادت حكومات هذه الدول بدور دولة قطر على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما نشرت السفارة الفرنسية في سيدني صوراً لمواطنيها يرفعون شارات النصر ويبدون اعجابهم بخدمات الخطوط الجوية القطرية أثناء تأمين رحلتهم من بيرث الى باريس.

كما قامت شركة الخطوط الجوية القطرية باجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي الخدمة الخارجية للدول الاجنبية الأخرى من العراق.

وقال أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في كلية كينجز كوليدج في لندن: “ان هذا الجهد يخدم صورة الخطوط الجوية القطرية كناقلة وكوسيط مهم.. تنقل المواد والأشخاص الى حيث تدعوالحاجة”.

واضاف “ان قطر تسجل نقاطا دبلوماسية وتؤكد من جديد اهمية ان توفر بقية دول العالم المجال الجوي وحرية الطيران لباقي العالم.”

*شريان الحياة

ونقل تقرير فرانس 24 عن كريج تأكيده على دور الناقل الوطني خلال الوباء الذي تقول الدوحة انه مكن مليون شخص من العودة الى ديارهم “هذه رسالة واضحة للشركاء الدوليين للمساعدة في رفع الحصار الجوي على قطر.” وذكر التقرير أن كلا من السعودية والامارات ومصر والبحرين قطعت جميع العلاقات مع الدوحة في عام 2017، وتوقفت المحادثات لاصلاح الخلاف بعد أن أدت موجة من الدبلوماسية في أواخر العام الماضي الى زيادة الآمال في تحقيق انفراجة.

وأبرز التقرير ان دور الخطوط القطرية بات واضحا أكثر في هذه الأزمة العالمية خاصة وأن شركات طيران خليجية أخرى – بما في ذلك الاتحاد للطيران في أبوظبي والاماراتية والخطوط الجوية الكويتية – سارعت الى تأجيل عمل أساطيلها لتوفير التكاليف، في حين حافظت قطر على رحلات الركاب والبضائع على حد سواء.

فيما أكد كبير مسؤولي الاستراتيجية والتحول في الخطوط الجوية القطرية تيري انتينوري أن “واجب القطرية هو أن تكون شريان حياة بين آسيا وأوروبا، وأيضا بين آسيا وأمريكا لمساعدة الناس على العودة الى ديارهم”.

وأضاف “نحن ننظم رحلات تشارتر، وليس فقط رحلات كانت تحصل أصلا الى مدن معينة، بهدف نقل الركاب العالقين من أجل الحكومة الفرنسية أو الحكومة الألمانية، بما في ذلك مدن لا تقوم الخطوط الجوية القطرية في العادة بالطيران اليها”.

كما سجلت مواقع التواصل الاجتماعي اشادات واسعة بالخطوط الجوية القطرية وبالدوحة التي ما زالت تمضي قدمًا في بناء الملاعب والبنية التحتية لاستضافة كأس العالم 2022، حتى أثناء انتشار وباء فيروس كورونا.

وانتشر مقطع فيديو يبرز عددا من المواطنين الفرنسيين العالقين الذين يصفقون لطاقم القطرية الذي كان يؤمن لهم رحلة العودة، بينما غرد وزير بريطاني معبرا عن ارتياحه بأن 45000 بريطاني قد عادوا الى وطنهم مع الخطوط الجوية القطرية.

وأشار التقرير الى انه في ظل تراجع عدد الركاب، بدأت الخطوط الجوية القطرية بتحميل المزيد من الشحن على متن طائراتها في أماكن مخصصة في العادة لحقائب المسافرين للتعويض الجزئي عن الخسائر من مبيعات التذاكر.

ويشير رئيس عمليات الشحن في الشركة توماس كوفيلد “في العادة عندما يكون لديك 20 طنا، أصبح الآن بامكانك وضع 60 طنا من خلال استخدام مكان أمتعة الركاب”.

وهذا يعيد الذاكرة الى الأيام الأولى بعد الأزمة الدبلوماسية في الخليج، بعد اغلاق طرق الاستيراد تمكنت الدوحة من توفير الأمن الغذائي بارسال طائرات الخطوط الجوية القطرية لاستيراد المواد الغذائية.

وفي هذا الصدد قال كريستيان أولريشسن مؤلف كتاب “قطر وأزمة الخليج”، ان الحصار مكن قطر من اكتساب تجربة القيادة والتكيف بسرعة مع الوضع المتغير ووضع خطط الطوارئ.

الى جانب جهد شركة الطيران، التي نقلت 50 ألف كيلوغراما من الامدادات الطبية ومساعدات الفيروسات التاجية الشهر الماضي، قامت طائرات النقل الجوي التابعة للقوات الجوية الأميرية، بنقل مستشفيين ميدانيين الى ايطاليا – البلد الذي دمره الوباء.

 

اقرأ أيضاً: بادرة خير قطرية .. هل يساعد “كورونا” في حل الأزمة الخليجية!