الدوحة انتصرت

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا للكاتب “تسفي برئيل” قال فيه: إن السعودية حاولت تحويل قطر إلى دولة تابعة، بمكانة مثل مكانة البحرين، وفشل ولي العهد في تلك الخطوة دفعه للرضوخ وطلب المصالحة.

وقال إن العقوبات التي تضمنت حظر التجارة مع قطر وإغلاق الحدود البرية والجوية وطرد مواطنين قطريين وممارسة ضغوط دولية على قطر، لم تردع حاكم قطر، والأكثر صحة القول بأنها حققت عكس ما طمحت إليه السعودية.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أنه فور فرض العقوبات على قطر، هبت إيران وتركيا لمساعدة قطر، فأقامت تركيا قطاراً جوياً ضخماً وفر السلع الأساسية لقطر، وأصبحت إيران دولة عبور جوي وبحري. 

في حين أثنت واشنطن، التي تمتلك في قطر أكبر قاعدة في الشرق الأوسط، على قطر وقدمتها كدولة تساهم بالكثير في محاربة الإرهاب.

الدوحة انتصرت في قمة العلا

وعلى الجانب الاقتصادي، قال الصحفي الإسرائيلي، إن قطر نجحت بسرعة نسبية في مواجهة الصعوبات الكبيرة التي انبثقت عن المقاطعة، وبدأت بإنشاء مصانع محلية لإنتاج السلع الاستهلاكية. 

وضخت الدوحة نحو 40 مليار دولار للبنوك لتغطية الفجوة في الودائع التي سحبت منها من قبل مستثمرين من الخليج.

تنازلات للصلح

وكشف “برئيل” أن بن سلمان حاول أن يعرض المقاطعة مع قطر كعملية مشتركة لجميع دول الخليج، لكنه نجح في تجنيد البحرين والإمارات فقط إلى جانبه (مصر ليست من دول الخليج)، في حين بقيت الكويت وسلطنة عمان محايدتين.

وتابع: ليس واضحا ما هي التنازلات المتبادلة بين السعودية وقطر التي مكنت من التوصل إلى هذا الاتفاق الأولي، باستثناء موافقة السعودية على التنازل عن طلب إغلاق قناة “الجزيرة”. 

بالإضافة لاستعداد قطر لإلغاء دعاويها بتعويضات تبلغ خمسة مليارات دولار ضد الدول المقاطعة بسبب الأضرار التي لحقت بها.

ورأى الصحفي الإسرائيلي، أن الحديث للوهلة الأولى عن اتفاق بين السعودية وقطر فقط، ولكن التقدير هو أن الإمارات والبحرين ومصر أيضاً، الشركاء في المقاطعة، سينضمون إلى الاتفاق في أعقاب السعودية.

وأضاف: أن السعودية في الثلاث سنوات من فترة ولاية ولي العهد بن سلمان، تحولت إلى دولة غير مرغوب فيها لدى الولايات المتحدة وأوروبا. 

وأكد “برئيل” أن قتل الصحافي جمال خاشقجي وسم القائد السعودي الشاب كشخصية وحشية وخطيرة، وتطورت الحرب في اليمن التي قادها إلى مستنقع عسكري وسياسي دموي أثبت أن جيش السعودية حتى مع أفضل السلاح الأمريكي لا يمكنه حسم حرب ضد قبائل محلية. 

والآن عند دخول بايدن البيت الأبيض، باتت السعودية هي المهددة بفرض العقوبات عليها.

ثمن خاشقجي

وذكر الكاتب في مقاله: أن السعودية اضطرت إلى تكييف نفسها قبل “عرض بايدن”، وإلى إعادة تأهيل مكانتها في واشنطن، وامتلاك رافعة تأثير ضد سياسة أمريكية مؤيدة لإيران، ومواجهة صعوبات اقتصادية داخلية.  

وأوضح أن المصالحة مع قطر التي سعت إليها إدارة ترامب خلال فترة العقوبات هي في الواقع ثمن باهظ سيضطر بن سلمان إلى دفعه بعد أن وقف بشكل حازم ضد الضغوط الأمريكية للقيام بهذه الخطوة.

الصحفي جمال خاشقجي

وأشار إلى أن كوشنر (صهر ترامب) ذكر بن سلمان بدينه لترامب الذي دافع عنه طوال الفترة الماضية منذ قتل الخاشقجي. 

مضيفا: ليس من الواضح أي من تبريرات كوشنر كان له التأثير الحاسم، لكن ترامب يمكنه تسجيل إنجاز آخر لنفسه في مجال حل النزاعات في الشرق الأوسط.

 اقرأ أيضا: عقب المصالحة.. بورصة قطر ترتفع وتوقعات بمكاسب اقتصادية قياسية