في خطوة جديدة تعكس تنامي الغضب الشعبي والرسمي في العالم الإسلامي تجاه الاحتلال الإسرائيلي، صادق برلمان المالديف على تعديل تشريعي يحظر دخول حاملي الجوازات الإسرائيلية إلى البلاد، وذلك احتجاجًا على استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين.

قرار المالديف: تضامن دستوري مع فلسطين

▪️ لجنة الأمن والخدمات البرلمانية (اللجنة 241) أقرت بالإجماع مشروع القانون الذي تقدّم به النائب ميكائيل أحمد نسيم، والذي ينص على حظر دخول الإسرائيليين حتى توقف إسرائيل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

▪️ ورغم أن مشروع القانون قُدّم في مايو 2023، إلا أنه بقي قيد الدراسة لأكثر من عام، قبل أن يُقرّ بفضل أغلبية حزب المؤتمر الوطني الشعبي الحاكم (PNC).

▪️ التعديل الأهم الذي جرى على القانون كان تخفيف الحظر ليشمل فقط من يستخدم جواز سفر إسرائيلي للدخول، دون أن يشمل من يملكون جنسية مزدوجة. ويأتي ذلك بناءً على توصية من إدارة الهجرة، التي أكدت صعوبة تطبيق الحظر على حملة الجنسيات المزدوجة.

المالديف على خطى بنغلاديش: جبهة دبلوماسية ضد الاحتلال

▪️ لا تُعدّ المالديف أول دولة تسلك هذا المسار، فقد سبقتها بنغلاديش، التي ترفض منذ استقلالها في عام 1971 الاعتراف بإسرائيل أو إقامة أي علاقات معها، وتفرض حظرًا صارمًا على سفر مواطنيها إلى الأراضي المحتلة أو استقبال الإسرائيليين على أراضيها.

▪️ بنغلاديش جدّدت مؤخرًا مواقفها في عدة مناسبات دولية، من أبرزها دعمها الدائم لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإصدارها بيانات إدانة شديدة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، آخرها خلال المجازر التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر 2023.

رسائل متعددة الاتجاهات:

▪️ تمرير هذا القانون في جمهورية إسلامية سياحية مثل المالديف يحمل أكثر من رسالة:

– أولًا، أن الرأي العام في البلدان الإسلامية بات أكثر ضغطًا على السلطات لاتخاذ مواقف ملموسة ضد الاحتلال.

– ثانيًا، أن المد التضامني مع فلسطين لا يقتصر على الشعارات، بل يمتد إلى أدوات قانونية ودبلوماسية باتت تُحرج الأنظمة المُطبّعة.

▪️ كما يُعدّ القرار صفعة مباشرة لمحاولات إسرائيل اختراق دول آسيا الإسلامية عبر بوابة السياحة أو المساعدات الاقتصادية، في ظل تطبيع متسارع تقوده دول خليجية.

قرارات المالديف وبنغلاديش تشكّل معًا ملامح جبهة قانونية صاعدة في آسيا المسلمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تنكشف فيه جرائم الإبادة وتنكسر فيه جدران الصمت والتواطؤ. هذه الدول، وإن لم تكن ذات نفوذ عسكري أو اقتصادي ضخم، إلا أن مواقفها تعكس إرادة شعوب لا تقبل أن يُستقبل القَتَلة على أراضيها، مهما كانت الضغوط.

اقرأ أيضا: بعد دخول أراضيها وطلب الحماية.. الهند تعيد نائب رئيس المالديف السابق إلى بلاده