في خطوة مفاجئة، أفرجت السلطات السعودية عن المحامي المصري إسلام أسامة صبحي بعد اعتقاله إثر تسليم نفسه طواعية في القنصلية المصرية بجدة، وذلك على خلفية حديثه عن وفيات الحج في يونيو الماضي. إلى جانب ذلك، تأكد إفراج السعودية عن مئات المعتقلين الذين سجنوا سابقًا بسبب تغريدات أو رسائل عبر تطبيق واتساب، مما يثير تساؤلات عن أسباب هذا التحرك وأبعاده.

دوافع الإفراج.. ضغوط خارجية أم تحسين للسمعة؟

الإفراج عن المعتقلين جاء في سياق يبدو مرتبطًا بمحاولات النظام السعودي تحسين صورته دوليًا، وسط الانتقادات المتزايدة لسجله في حقوق الإنسان. هناك عدة عوامل محتملة وراء هذه الخطوة:

  1. ضغوط خارجية ودولية: تعرضت السعودية لضغوط متزايدة من الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان للإفراج عن سجناء الرأي، خاصة مع تسليط الضوء على القمع الداخلي وانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
  2. تلميع صورة النظام: يسعى ولي العهد محمد بن سلمان إلى تقديم نفسه كإصلاحي يقود المملكة نحو “الانفتاح والتحديث”. الإفراج عن المعتقلين يُستخدم كوسيلة لتصدير صورة إيجابية إلى الخارج، خاصة مع اقتراب استضافة السعودية لفعاليات دولية كبرى، مثل “إكسبو 2030” ومؤتمرات اقتصادية عالمية.
  3. التخفيف من الاحتقان الداخلي: تعكس هذه الخطوة محاولة لاحتواء الغضب الشعبي الذي تصاعد بسبب الاعتقالات التعسفية واستهداف الأفراد بسبب تعبيرهم عن آرائهم، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

السجل السيئ لانتهاكات حقوق الإنسان

رغم هذه الخطوة، يبقى سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان موضع إدانة دولية واسعة. الانتهاكات تتراوح بين:

  • قمع حرية التعبير: اعتقال الأفراد بسبب تغريدات أو رسائل خاصة يعكس مدى الرقابة الصارمة التي يفرضها النظام على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • الاختفاء القسري والتعذيب: تقارير متعددة تؤكد تعرض المعتقلين للتعذيب النفسي والجسدي، بالإضافة إلى محاكمات تفتقر إلى أبسط معايير العدالة.
  • استهداف النشطاء والصحفيين: قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي لا تزال شاهدًا على مدى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
  • استخدام القضاء كأداة قمع: أحكام بالسجن لمدد طويلة، وحتى الإعدام، تُستخدم بشكل متكرر ضد النشطاء والمخالفين.

خطوة تكتيكية أم تغيير حقيقي؟

الإفراج عن المعتقلين، لا يمكن اعتباره مؤشرًا على تغيير جوهري في سياسات المملكة. يبدو أنه إجراء تكتيكي يهدف إلى تخفيف الضغوط الخارجية وتلميع صورة النظام أكثر من كونه جزءًا من إصلاح شامل.

اقرأ أيضا: السعودية والألعاب الأولمبية.. تعاون دولي أم بوابة لغسيل السمعة؟