شهد السودان، تصاعدًا جديدًا في أعمال العنف، حيث أعلنت “شبكة أطباء السودان” مقتل 4 مدنيين، وإصابة 8 آخرين، جراء قصف مدفعي لقوات “الدعم السريع” على مدينة الأُبَيِّض عاصمة ولاية شمال كردفان.
كما قتلت فتاة في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، إثر قصف مماثل، في وقت أعلن فيه الجيش السوداني إسقاط 4 طائرات مسيرة حاولت استهداف مدينة الفاشر، دون تعليق من “الدعم السريع” على هذه الأحداث.
في بيان صادر عن “شبكة أطباء السودان”، وصفت الشبكة القصف بأنه “متعمد”، مؤكدة أنه استهدف الأحياء الشمالية لمدينة الأُبَيِّض، ما أدى إلى تدمير واسع في المباني السكنية، واعتبرت الشبكة أن استهداف الأحياء السكنية ومناطق تجمعات المدنيين يعد “انتهاكًا واضحًا للقوانين الإنسانية والدولية”.
من جهته، أكد الجيش السوداني في بيان صادر عن “الفرقة السادسة مشاة” أن قوات “الدعم السريع” استهدفت المدنيين في الفاشر، ما أسفر عن مقتل فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، وإصابة 4 آخرين.
وأشار البيان إلى أن الجيش تمكن من إسقاط وتدمير 4 طائرات مسيرة تابعة لقوات “الدعم السريع” قبل أن تتمكن من إصابة أهدافها.
تراجع نفوذ “الدعم السريع” وتقدم الجيش
منذ أسابيع، شهدت ساحة الصراع السوداني تغيرات ميدانية ملحوظة، حيث بدأت مساحات سيطرة قوات “الدعم السريع” تتقلص لصالح الجيش السوداني، الذي أعلن عن تقدم ميداني في العاصمة الخرطوم، شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار الوزارات المحيطة به، بالإضافة إلى المطار وعدد من المقار الأمنية والعسكرية.
وفي ولايات السودان الـ17 الأخرى، لم يتبقَّ لقوات “الدعم السريع” سوى السيطرة على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى أربع ولايات في إقليم دارفور.
تأتي هذه التطورات وسط تحذيرات دولية من خطورة الأوضاع في مدينة الفاشر، التي تعد مركزًا للعمليات الإنسانية في دارفور، وهو ما يزيد من المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
دور الإمارات في إشعال الحرب ودعم الميليشيات
مع استمرار القتال وتفاقم الأوضاع الإنسانية، تتوجه أصابع الاتهام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد المحركين الرئيسيين للصراع في السودان.
فقد كشفت تقارير دولية عن دعم الإمارات لقوات “الدعم السريع”، سواء بالتمويل المالي أو توفير الأسلحة والمعدات، ما مكنها من الاستمرار في عملياتها العسكرية ضد الجيش السوداني.
ورغم الإدانات الدولية لانتهاكات قوات “الدعم السريع”، وتورطها في عمليات قصف مدفعي استهدفت الأحياء السكنية، لم تتوقف أبوظبي عن دعم هذه الميليشيات، بل سعت لتعزيز نفوذها في السودان من خلال علاقتها بقادة “الدعم السريع”، وفي مقدمتهم محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي اعتمد على الدعم الإماراتي في توسيع نفوذه العسكري والاقتصادي.
وتُتهم الإمارات بدعم استراتيجية “الإبادة الجماعية” في إقليم دارفور، حيث تم توثيق العديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات “الدعم السريع” بحق المدنيين، بما في ذلك عمليات القتل العشوائي، والتشريد القسري، واستخدام الأسلحة الثقيلة في قصف المناطق السكنية.
وبينما يتواصل النزاع في السودان، يتساءل كثيرون عن الدور الإماراتي في هذا الصراع، والهدف من دعمها لقوات “الدعم السريع” رغم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وهل تسعى أبوظبي لتحويل السودان إلى ساحة نفوذ جديدة لها في المنطقة، أم أنها تبحث عن تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب استقرار البلاد وسلامة شعبها؟
اقرأ أيضًا : الإمارات تدعم الفوضى.. عودة الهدوء إلى طرابلس بعد اشتباكات أودت بحياة عسكريين
اضف تعليقا