في خطوة تكشف عن تطبيع النظام المصري مع الاحتلال الإسرائيلي، كشف تقرير لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان عن قيام النظام المصري بتسهيل نقل الأسلحة إلى إسرائيل عبر الأجواء المصرية خلال هدنة غزة الأخيرة.
وتعد هذه الحادثة استمرارًا للسياسات المشبوهة للنظام المصري بقيادة السيسي، الذي يبدو أنه لا يكتفي بتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني بل يساهم في تعزيز آلة الحرب الإسرائيلية.
وفقًا للمؤسسة، فقد تم توثيق عبور أربع طائرات شحن عسكرية عبر المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء في أوائل مارس، حيث حلقت على ارتفاعات منخفضة فوق منطقة القسيمة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأظهرت مقاطع فيديو هذه الطائرات العسكرية التي كانت تحلق في سماء سيناء في مسارها إلى الحدود الشرقية لمصر مع فلسطين.
ورجحت المؤسسة أن الطائرات كانت في طريقها إلى قاعدة “رامون” العسكرية الإسرائيلية الواقعة في صحراء النقب، وهي قاعدة قريبة من الحدود المصرية.
الأغرب من ذلك هو أن الطائرات المعنية عمدت إلى إخفاء إشاراتها الرادارية، مما جعل من المستحيل تحديد هويتها من خلال مواقع تتبع الطيران المفتوحة.
لكن التحليل الدقيق للصورة يشير إلى أن الطائرات كانت من طراز “C-27″، المعروف باستخدامه في نقل الشحنات العسكرية خلال العمليات التكتيكية.
هذا يشير إلى تورط مباشر للنظام المصري في دعم إسرائيل، في وقت يتحدث فيه العالم عن ضرورة وقف الحروب في غزة والتوصل إلى حلول سلمية.
الضغط على المنظمات الحقوقية وتجاهل الحقيقة
وفي خطوة إضافية تكشف عن التواطؤ المصري، أعلنت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أنها اضطرت إلى سحب تقريرها بعد تعرضها لضغوطات شديدة من النظام المصري، ما يعكس الرقابة المشددة والتهديدات التي يتعرض لها كل من يحاول كشف الحقيقة.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن تم توثيق تورط النظام المصري في تسهيل نقل الأسلحة إلى إسرائيل، حيث في أكتوبر الماضي، وصلت السفينة الألمانية “كاثرين” إلى ميناء الإسكندرية محملة بمواد متفجرة يُعتقد أنها كانت موجهة لدعم الجيش الإسرائيلي في عدوانه على غزة.
وعلى الرغم من رفض العديد من الدول استقبال السفينة، وافقت السلطات المصرية على رسوها في ميناء الإسكندرية، مما يعكس عدم اكتراث النظام المصري بمطالب المجتمع الدولي لوقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل.
تورط النظام المصري في دعم آلة الحرب الإسرائيلية
ويبدو أن النظام المصري بقيادة السيسي أصبح شريكًا أساسيًا في دعم آلة الحرب الإسرائيلية، ضاربًا بعرض الحائط مشاعر الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
في هذه الأوقات التي يواجه فيها الشعب الفلسطيني أبشع أنواع القتل والتدمير على يد الاحتلال الإسرائيلي، يتضح أن النظام المصري لا يكتفي بالتواطؤ الصريح في نقل الأسلحة، بل يعمل على تسهيل تدفق الدعم العسكري إلى دولة الاحتلال في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة المصرية أنها حريصة على وقف الحرب وتحقيق التهدئة.
من المؤكد أن هذه السياسات تعكس خيانة للنضال الفلسطيني وخيانة للمبادئ التي طالما طالبت بها الشعوب العربية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي يطالب فيه النظام المصري بوقف المقاومة وتدمير سلاحها، يقوم هو بنفسه بتوفير الدعم العسكري المباشر للاحتلال الإسرائيلي، مما يفضح زيف مزاعمه.
الخلاصة: إن النظام المصري بقيادة السيسي قد أصبح شريكًا في دعم الاحتلال الإسرائيلي من خلال تسهيل نقل الأسلحة والمواد المتفجرة عبر الأراضي المصرية، مما يثبت تواطؤه مع الاحتلال في عدوانه على غزة.
هذه السياسات تفضح التناقضات الكبيرة في خطاب النظام، الذي يدعي أنه يعمل من أجل دعم فلسطين، بينما يسهم بشكل غير مباشر في تعزيز قوة الاحتلال.
اقرأ أيضًا: السيسي يستقبل شحنة متفجرات موجهة لإسرائيل.. الخيانة في أبرز صورها
اضف تعليقا