يبدو أن التطبيع مع إسرائيل بات أمرا واقعا ولم يعد في السر كما كان سلفا ، فقد تم تداول توثيق حالة تطبيع ثقافية وفكرية بطباعة خريطة الوطن العربي بكتاب خارجي للصف الثاني الإعدادي؛ في مصر تحمل علم “إسرائيل”، وتنتزع اسم وعلم فلسطين من قلب الخريطة.

وسبق أن كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن لقاء سري، عُقد في 2016 في القاهرة، بين عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأقر نتنياهو بعقد لقاء سري مع العاهل الأردني عبد الله الثاني والسيسي، في الأردن، في  مارس الماضي.

علاقات إسرائيل بالأنظمة العربية في تطور مستمر

فيما قال نتنياهو في 6 سبتمبر الماضي، إن “التعاون مع الدول العربية أكبر من أي فترة كانت منذ إقامة إسرائيل، وما يحدث اليوم لم يحدث مثله في تاريخنا والتعاون قائم بقوة وبمختلف الأشكال والطرق والأساليب، رغم أنه لم يصل للحظة العلنية، لكن ما يجري تحت الطاولة يفوق كل ما حدث وجرى بالتاريخ”.

وقد شهد عهد السيسي تطبيعا ثقافيا فعليا عام 2016، حيث شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ جناحا للكتب الإسرائيلية، وتمت ترجمة إصدار لصحفي بإذاعة الجيش الإسرائيلي إلى العربية.

وفي 2015، وضع متحف مصري صورة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مائير، على أساس أنها واحدة من أهم النساء الرائدات على مستوى العالم.

تصريحات إسرائيلية أخرى

صرّح السفير الإسرائيلي لدى مصر أن مصر وإسرائيل “تتمتعان حاليا بعلاقات قوية”.

وقد جاء تصريحه على خلفية عشاء إفطار قدمته السفارة الإسرائيلية للموظفين المصريين العاملين بالسفارة.

وأضاف كوهين أن هناك “تفاهما قويا” بين الجيشين بشأن “تطور الأوضاع بالمنطقة وشبه جزيرة سيناء”.

تصريحات تقارب على لسان عبدالفتاح السيسي:من جهته، قال عبد الفتاح السيسي إن من الممكن أن تكون علاقة مصر بإسرائيل أفضل “إذا قامت إسرائيل بتحقيق سلام مع الفلسطينيين”.

وقد أثنى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على “استعداد” الدولة المصرية لاستئناف مفاوضات السلام بين الطرفين”.

وكان السيسي قد استقبل وفودا من كيانات ومؤسسات أميركية مساندة لإسرائيل وتنتمي إلى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، كان آخرها وفد قيادات مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، التي تجمع منظمات اللوبي الصهيوني تحت مظلة واحدة، منهم إيباك ومنظمة أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي، وصرح رئيس الوفد بعد اللقاء بأنه “منبهر” بالسيسي.

التنسيق بين مصر وإسرائيل في سيناء

تعود التفاهمات العسكرية بين مصر وإسرائيل إلى العام الماضي، عندما وافقت إسرائيل على تقدم القوات المصرية بشمال سيناء لمحاربة “داعش” فى المناطق التى يحظهر فيها تواجد كثيف للقوات المسلحة المصرية طبقا لاتفاقية كامب ديفيد.

وتقوم القوات المصرية أيضا بعمليات تدمير للأنفاق التي يستخدمها الفلسطسنيون المحاصرون  لتهريب الوقود والمواد الغذائية وضرورات الحياة المختلفة فى غزة.وعلى الرغم من التفاهمات العسكرية بين الجانبين، إلا أن العلاقات الثنائية لا تزال تشوبها بعض التجاذبات.

فبعد إغلاق إسرائيل سفارتها في القاهرة إبان تظاهرات عام 2011 ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، قامت حشود غاضبة بمحاصرة السفارة الإسرائيلية ومهاجمتها إثر قيام القوات الإسرائيلية بقتل خمسة جنود مصريين عن طريق الخطأ أثناء مطاردة مسلحين على الحدود بين البلدين.

التطبيع الإقتصادي بين مصر وإسرائيل

كانت زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى للقدس ولقاءه برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات المصرية الإسرائيلية لا يعرف مداها أحد غير القائمين على صنع القرار فى البلدين، إلا أن الجانب الاقتصادى سيظل أحد المنافذ التى تتلاقى فيها علاقات البلدين.

العلاقات الاقتصادية بين مصر وتل ابيب بدأت  من كامب ديفيد 1979 والتى لم تشهد تقدما ملحوظا بالملف الاقتصادى بين البلدين ثم بعد ذلك منتدى دافوس الاقتصادى بشرم الشيخ وكان هذا هو أول ظهور لجمال مبارك للشارع المصرى وقد كان لإسرائيل دور محورى فى هذا المنتدى، حيث إنها كانت محور كل المشروعات الاقتصادية التى طرحت بالمنتدى.

اتفاقية الكويز

تلا ذلك اتفاقية الكويز والتى سبقها عملية هدم وتدمير متعمد لصناعة النسيج العريقة بمصر والتى ربطت 130 ألف عامل من أبناء هذه الصناعة بالمنتج الإسرائيلى -ولا شك أيضا- بالعديد من الامتيازات المالية التى تمثل بعدا حياتيا للعامل المنتج.

– فى 2015 نجد أن الصادرات الإسرائيلية تقدر بـ55 مليار دولار تستورد مصر منها بما يقرب من 113 مليون دولار وحجم صادرات مصر لإسرائيل يمثل نصف واردات مصر منها .

– إجمالى استثمارات إسرائيل بمصر حوالي  112 مليون دولار حيث تتمثل كلها فى استثمارات زراعية وبعض الصناعات النسيجية.

– التطبيع المتمثل فى توفير موارد الطاقة كالغاز الطبيعي.

رموز السيسي الذين دعوا للتقارب مع إسرائيل

اولا:

سامح شكري الذي استهل زيارته إلى الولايات المتحدة أواخر مارس الماضي للمشاركة في قمة الأمان النووي بلقاء اللجنة اليهودية الأمريكية، إحدى أهم مؤسسات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.

ويعتبر اللوبي الصهيوني أقوى المؤسسات المدافعة عن نظام السيسي لدى الإدارة الأمريكية والداعمة له.

ثانيا :

قال خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، إن مصر لا تستطيع منع إسرائيل من المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة السلة للشباب تحت 19 سنة، والتي تقام العام القادم بالقاهرة، وأن مصر ملزمة باستضافة كل المنتخبات المتأهلة للبطولة بما فيها إسرائيل.

ثالثا :

عزمي مجاهد، المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري، قال إن مصر مستعدة لممارسة الرياضة في تل أبيب ولعب مباريات لكرة القدم بها، معتبرا أن “قطر” أخطر على مصر من إسرائيل. كما أن وجود إسرائيل في كأس العالم لكرة السلة للشباب لن يجعل مصر تتخلى عن تنظيم البطولة.

فضلا عن توفيق عكاشة وغيره من رجالات السيسي الكثير والكثير .