في تقرير يكشف أحد أخطر خيوط الحرب في السودان، فجّرت صحيفة الغارديان البريطانية فضيحة جديدة تتعلّق بـ دور النظام الإماراتي في تأجيج الصراع السوداني عبر نقل أسلحة إلى ميليشيات الدعم السريع، وذلك في انتهاك واضح لحظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن.
تقرير أممي سري يفضح “الجسر الجوي الإماراتي”
▪️ الصحيفة كشفت عن تقرير سري للغاية من الأمم المتحدة، أعدّه فريق من خمسة خبراء تابعين للجنة العقوبات الخاصة بالسودان في مجلس الأمن، ويحتوي على أدلة دامغة حول رحلات جوية متكررة انطلقت من الإمارات نحو تشاد، حيث جرى تهريب الأسلحة لاحقًا إلى داخل السودان.
▪️ التقرير، الذي تم الانتهاء منه في نوفمبر 2023، وثّق ما لا يقل عن 24 رحلة شحن من طائرات إليوشن Il-76TD إلى مطار أمجراس التشادي، وأشار إلى أنماط متكررة تتجاوز الطابع العشوائي، مما يُشير إلى عملية منظمة لتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح.
مسارات سرّية وشركات متورطة
▪️ التحقيق الأممي حدّد 3 طرق برية محتملة استخدمتها تلك الشحنات لنقل الأسلحة من تشاد إلى دارفور، في الوقت الذي كان يشهد تصعيدًا حادًا في القتال، خاصة في مدينة الفاشر.
▪️ اللافت أن بعض الطائرات المشاركة في هذا “الجسر الجوي” تعود إلى شركات طيران مرتبطة سابقًا بنقل الأسلحة والعمليات اللوجستية العسكرية غير القانونية، منها شركتان سبق أن وُجّهت لهما تهم بانتهاك حظر الأسلحة الدولي.
طائرات بدون طيار وتطور نوعي في تسليح الميليشيات
▪️ التقرير الأممي لم يكتف بتوثيق شحنات الأسلحة التقليدية، بل أشار إلى زيادة حادة في نشاط الطائرات بدون طيار في دارفور، تستخدمها قوات الدعم السريع لأغراض قتالية واستخباراتية.
▪️ واعتبر التقرير أن دخول هذه التكنولوجيا يُمثل مرحلة جديدة وأكثر خطورة في إدارة النزاع المسلح في السودان، في ظل تصعيد غير مسبوق.
إحراج دبلوماسي لبريطانيا: مؤتمر السلام يستضيف المُتهم
▪️ توقيت الكشف عن هذا التقرير يأتي بينما تستعد العاصمة البريطانية لندن لاستضافة مؤتمر دولي للسلام في السودان في 15 أبريل، بدعوة من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي وجّه دعوة مثيرة للجدل للإمارات لحضور المؤتمر.
▪️ مصادر دبلوماسية قالت للغارديان إن على المملكة المتحدة تقديم توضيحات عاجلة حول استضافتها لجهات متّهمة بالمساهمة في مجازر السودان، بما فيها مجازر ضد الأطفال وعمال الإغاثة.
الإمارات تنفي.. لكن الأدلة تتراكم
▪️ على الرغم من النفي الرسمي من جانب النظام الإماراتي، إلا أن التقرير الأممي يقدم تفاصيل تقنية وملاحية يصعب التشكيك فيها، بدءًا من تتبّع الطائرات إلى أسماء الشركات، وتزامن الشحنات مع التقدّم العسكري لقوات الدعم السريع.
تكشف وثائق الأمم المتحدة التي نشرتها الغارديان عن دور خطير تلعبه الإمارات في تغذية الحرب الأهلية السودانية، ليس فقط كراعٍ سياسي أو داعم مالي، بل كمحور رئيسي في نقل السلاح وإنشاء جسر جوي غير شرعي إلى منطقة ملتهبة. وبينما يزحف السودانيون نحو أكبر أزمة إنسانية في العالم، تجلس الإمارات على طاولة السلام في لندن، وهي تحمل في حقيبتها وقود الحرب.
اقرأ أيضا: بأيدي النظام الإماراتي.. الأمم المتحدة تطلق نداء استغاثة لإنقاذ السودان من “أسوأ أزمة نزوح”
اضف تعليقا