فيروس كورونا يجبر السعودية على إغلاق منطقة شيعية بالكامل ،، السعودية تتهم إيران بالتورط في تفشي كورونا في المنطقة

قامت السلطات السعودية الأحد 08 مارس/آذار 2020 بتطويق وإغلاق منطقة القطيف بالكامل، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية يسكنها نحو 500 ألف مواطن، وذلك ضمن سلسلة التدابير الاحترازية التي قامت بها السلطات لاحتواء فيروس كورونا والحد من انتشاره، واشتملت التدابير على إيقاف السفر الجوي والبحري إلى تسع دول وأغلقت المدارس والجامعات، وتعليق العمرة بصورة مؤقتة.

وكانت أنباء قد ظهرت بوجود نحو 230 حالة إصابة بكورونا في القطيف في المنطقة الشرقية الشيعية في السعودية، معظمهم من العائدين من رحلات دينية في إيران تابعة للشعائر الدينية للشيعة، وعليه قامت السعودية بإغلاق القطيف ومنع الدخول والخروج منها، في أول إجراء من نوعه في الخليج العربي

وقالت وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (سبأ): “بالنظر إلى الحالات المسجلة في المملكة العربية السعودية والتي يبلغ عددها 11 إصابة بالفيروس التاجي الجديد من القطيف، فقد تقرر تعليق الدخول والخروج مؤقتًا من المنطقة الشرقية”.

وأضاف البيان أنه باستثناء الخدمات الأساسية مثل الصيدليات ومحطات الوقود، سيتوقف العمل في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في القطيف.

القرار قد يثير العديد من الاضطرابات في المنطقة الشرقية على الرغم من أن الوزارة قالت إن الإغلاق كان مؤقتًا، فالمنطقة من الأساس منطقة اضطرابات ولطالما شهدت احتجاجات واسعة ضد النظام، ويرى محللون أن القرار قد يثير استياء سكان المنطقة التي تتهم الحكومة بالتمييز والعنصرية ضدهم.

الأمور تصاعدت في السعودية الاثنين الماضي، حيث تم الإبلاغ عن أربع حالات أخرى من إصابات كورونا، قيل إن ثلاثة منهم قد اتصلوا بشخص مصاب بالفيروس كان قد عاد من إيران عبر الإمارات العربية المتحدة، لكنه لم يفصح عم زيارته لإيران عند دخوله المملكة، أما الحالة الرابعة فكانت حالة أمريكية زارت إيطاليا والفلبين.

قررت الحكومة أيضًا وبصورة مؤقتة تعليق “سفر المواطنين والمقيمين إلى الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق، وكذلك تعليق دخول القادمين من تلك البلدان”، وأضاف البيان الذي نُشر على صفحة الوكالة الرسمية “قررت المملكة أيضا وقف السفر الجوي والبحري بين المملكة والدول المذكورة.”

وقال محللون إن تلك القرارات سيكون لها تبعات سلبية على العمال المغتربين من تلك البلدان وكذلك المسافرين السعوديين المتواجدين في الخارج، حيث سيظلون عالقين دون الاستطاعة إلى العودة إلى المملكة.

كما أعلنت الرياض أنها ستغلق جميع الجامعات والمدارس العامة والخاصة في جميع أنحاء البلاد بدءً من الاثنين وحتى إشعار آخر،. كما تم إلغاء جميع الأنشطة التعليمية والقرآنية في المساجد في البلاد.

من ناحية أخرى، اتهمت السعودية الجمهورية الإيرانية بالتورط وراء تصاعد الإصابة بفيروس كورونا، حيث أنها لم تقم بالتدابير المطلوبة للكشف عن الحالات قبل مغادرتها البلاد، وكذلك بسبب السماح للجميع بمغادرة البلاد دون ختم خروج إيراني، وقد يؤدي هذا إلى فرض حظر دائم على السفر إلى إيران.

يُذكر أن إيران هي موطن للأضرحة والمقدسات الشيعية، ويتم زيارتها بصورة مستمرة من قبل الشيعة في المنطقة العربية وحتى السعودية، حيث يشكل الشيعة ما بين 10-15 ٪ من سكان المملكة العربية السعودية البالغ عددهم 32 مليون نسمة.

في سياق متصل، قامت السعودية بتعليق رحلات العمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لأجل غير مسمى بسبب مخاوف من انتشار المرض، وأثار هذا التعليق غير المسبوق حالة من عدم اليقين بشأن إمكانية تأدية فريضة الحج لهذا العام، والمقرر موعده في نهاية يوليو/تموز المقبل.

وتعكس هذه الخطوة اتباع نهج احترازي في جميع أنحاء الخليج لإلغاء التجمعات الجماهيرية – من الحفلات الموسيقية إلى الأحداث الرياضية.

في البحرين مثلاً، قال المنظمون الأحد إن سباق البحرين للفورمولا 1 الكبرى المقرر عقده في الفترة من 20 إلى 22 مارس سيعقد بدون جمهور، لينضم إلى سلسلة الأنشطة التي تأثرت بالفيروس.

تتصارع المملكة العربية السعودية أيضا مع تراجع أسعار النفط بسبب فيروس كورونا، في الوقت الذي تسعى فيه لجمع الأموال لتمويل خطة التحول الاقتصادي الطموحة التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، انخفض سعر النفط الخام أكثر من 20 ٪ بعد أن قالت الرياض إنها ستزيد الإنتاج في الشهر المقبل، هذا بالإضافة إلى الانهيار الذي قد يصيب الاقتصاد السعودي في حال استمرار تعليق رحلات الحج والعمرة، والتي تعتبر مصدر رئيسي للدخل في السعودية.

وبالإضافة إلى الوضع الاقتصادي غير المستقر، تصاعدت التوترات في المملكة في نهاية الأسبوع الماضي بعد اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، وكذلك اعتقال ابن شقيق الملك الأمير محمد بن نايف ، ولي العهد السابق قبل الإطاحة به من قبل محمد بن سلمان، حيث تم اتهامها بالخيانة العظمى والتخطيط لإسقاط الملك وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا