فرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبضته على المملكة العربية السعودية واستحوذ على المناصب والسلطات بفضل القوة الأمنية الضاربة، التي سلطها على الدعاة والمفكرين وناشطي حقوق الإنسان، ولم يسلم منها رجال الأعمال والعسكريين وحتى أبناء عمومته.

علاوة على ذلك فقد قاد محمد بن سلمان المملكة الغنية بالنفط إلى عثرات اقتصادية أثرت بشكل مباشر على المواطن السعودي، بسبب سياساته الفاشلة بالإضافة إلى أحلامه الخيالية ببناء مدينة في الصحراء استنزفت موارد المملكة.

كل ذلك تسبب بشكل مباشر في حالة من الغضب تسري بالشعب السعودي لكن القبضة الأمنية تمنعه من التنفس وإبداء الرأي.. من جهة أخرى وضع بن سلمان ميزانية كبيرة تحت تصرف تركي آل الشيخ المسؤول بالديوان الملكي ورئيس هيئة الترفيه من أجل تغيير هوية المجتمع السعودي.

يسعى ولي العهد إلى طمس تلك الهوية المحافظة كي يظهر أمام الغرب والولايات المتحدة بزي الحاكم المنفتح، ويغطي من خلال ذلك على الانتهاكات الحقوقية الصارخة بالدولة.. مؤخراً انشق عقيد عن الجيش بسبب تلك الانتهاكات وهرب داعية كبير خارج المملكة بعد انتقاده السلطة فما دلالة ذلك؟.

فاض الكيل

خلال أقل من أسبوع شهدت المملكة العربية السعودية حالتين دلتا على مدى الكبت والقمع الموجود في المجتمع السعودي، الذي ذاق مرارة تقييد الحرية على يد محمد بن سلمان ولي العهد الديكتاتور.

قام العقيد رابح العنزي الذي عمل بالأمن السعودي بالانشقاق عن النظام بسبب الانتهاكات الصارخة التي تقع في حق المعتقلين في سجون المملكة، إضافة إلى فشل السياسة السعودية على الصعيدين المحلي والدولي.

نشر العنزي تغريدة على موقع تويتر أعلن فيها عن انشقاقه ودعا زملائه إلى أن يحذو حذوه كما أنه حاول أن يخاطب ضمائرهم قائلاً كيف لعناصر الأمن أن تختطف أحد الأبرياء وتحرم أهله وأبنائه منه لمجرد أنه أبدى رأيه في مسألة تخص بلاده.

اتق الله.. يا ولي العهد

في تلك الأثناء قام الشيخ عماد المبيَض إمام وخطيب مسجد الملك عبدالعزيز بالدمام سابقاً بتسجيل مقطع فيديو وجه خطابه إلى كل من الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه ولي العهد محمد بن سلمان واختتم الفيديو موجهاً رسالته إلى تركي آل الشيخ.

دعاهم الشيخ المبيّض إلى تقوى الله في هذا الشعب والحفاظ على عقيدة الدولة وهوية المجتمع المحافظ، التي تطمس من جانب السلطات للتغطية على الانتهاكات الحقوقية التي يقوم بها ولي العهد.

لكن الشيخ أردف ذلك الفيديو بمقطع آخر خرج فيه مرتبكاً يقرأ من ورقة وهو الشيخ المفوه الذي عمل كإمام وخطيب، ثم اختفى الشيخ حتى ظن البعض بأنه قد تم القبض عليه لكنه أعلن فيما بعد خروجه من المملكة ووصوله إلى مكان آمن.

الخلاصة أن ولي العهد يفرض قبضة أمنية صارمة تبطش بكل من يقول رأيه أو ينتقد السلطات لكنه بدا شيئاً فشيئاً أن الشعب بدأ يخرج عن صمته وبدأ البعض يتحدى تلك الوحشية التي فرضها ولي العهد.

اقرأ أيضًا : هل مولت السعودية محاولة الإنقلاب الفاشلة في البرازيل ؟