ذكرت مصادر مصرية لـ “بي بي سي” أن هناك ترتيبات جارية لعقد قمة خماسية في الرياض، تضم مصر، السعودية، الإمارات، الأردن، وقطر، لمناقشة كيفية التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. من المتوقع أن تنعقد هذه القمة في 20 فبراير الحالي، قبل القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة يوم 27 فبراير.

قمم عربية بلا جدوى؟

تاريخ القمم العربية، سواء كانت طارئة أو عادية، يحمل صيتًا سيئًا في عدم تحقيق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، وغالبًا ما تتحول إلى منصات للبيانات الخطابية دون أي خطط تنفيذية أو تحركات فعلية. وبالنظر إلى القمة الخماسية المرتقبة، تبدو الأمور محكومة بسقف منخفض من التوقعات، خاصة أن معظم الدول المشاركة تمتلك تاريخًا من التعاون أو التنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مما قد يحد من أي مخرجات جادة تدعم الحقوق الفلسطينية.

القمة تأتي في سياق تعقيد المشهد الفلسطيني، حيث يعاني أهل غزة من حصار خانق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر. في ظل هذه الظروف، يبدو أن الحديث عن خطط أمريكية – مدعومة عربيًا – لا يهدف إلا إلى تطويع المقاومة الفلسطينية وقبولها بمعادلات جديدة تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.

تواطؤ الحكام العرب مع إسرائيل
على مر العقود، لم تكن سياسات الحكام العرب بمعزل عن العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، بل إن بعض الأنظمة شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر في حصار غزة وتجريد الشعب الفلسطيني من أدوات المقاومة. الدول المشاركة في القمة الخماسية، وبالأخص الإمارات ومصر، لعبت دورًا واضحًا في تعزيز الحصار المفروض على القطاع، سواء من خلال إغلاق المعابر أو التنسيق الأمني مع الاحتلال.

المبادرات السياسية التي يتم الترويج لها تحت غطاء السلام غالبًا ما تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر الضغط على المقاومة والشعب الفلسطيني للقبول بحلول مجحفة تخدم المصالح الإسرائيلية. هذا التواطؤ المستمر يعكس حجم الانخراط العربي في منظومة العدوان الإسرائيلي، ما يضع هذه الأنظمة في خانة الشركاء بدل المدافعين عن الحقوق الفلسطينية.

القمة الخماسية: خطوة استباقية لخدمة من؟

الترتيب لعقد قمة خماسية قبيل القمة العربية الطارئة يعكس رغبة واضحة لدى بعض الدول في توجيه النقاش العربي نحو أجندات تخدم المشاريع الأمريكية والإسرائيلية. التركيز على خطة ترامب لا يبدو أنه يهدف إلى مواجهتها أو إفشالها، بل ربما يكون محاولة لإعادة صياغتها بطريقة تُسوّق كـ “إنجاز عربي” في حين أنها تخدم الاحتلال وتكرس الهيمنة الإسرائيلية على غزة.

ماذا ينتظر الفلسطينيون من هذه القمم؟

في ظل هذا السياق، تبدو آمال الشعب الفلسطيني في الحصول على دعم حقيقي من هذه القمم ضئيلة للغاية. التجارب السابقة تؤكد أن البيانات الختامية ستكون مليئة بالعبارات المنمقة التي تدعو إلى السلام، لكنها تفتقر إلى أي التزام فعلي أو رؤية حقيقية لإنهاء الاحتلال ورفع الحصار.

استمرار حالة العجز العربي

القمة الخماسية المرتقبة والقمة العربية الطارئة قد تكونان مجرد محاولات جديدة لتلميع صورة الأنظمة العربية أمام شعوبها والمجتمع الدولي، دون تقديم أي دعم حقيقي للقضية الفلسطينية. استمرار هذا النمط من القمم يعزز الانطباع بأن العجز العربي ليس صدفة، بل سياسة مقصودة تهدف إلى إدامة حالة التبعية للولايات المتحدة وإسرائيل. السؤال الذي يطرح نفسه: متى سينتقل العمل العربي من البيانات الفارغة إلى الأفعال الجادة؟

اقرأ أيضا: غاز غزة يثير لعاب ترامب.. لماذا يسعى الرئيس الأمريكي لتهجير سكان غزة؟