ندد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بما وصفه بالتدخل السافر للحكومة المصرية في الشأن الليبي، في حين أبدت الأمم المتحدة رغبتها بالتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في البلاد.

واتهم المجلس الليبي مصر بالعمل على إرباك المشهد في ليبيا، وانتهاك قرارات مجلس الأمن، بدعم أطراف ليبية وتزويدها بالسلاح.

وطالب المجلس حكومة الوفاق الوطني ووزارة الخارجية الليبية باتخاذ موقف قوي لوضع حد لهذه التدخلات.

وأضاف المجلس الأعلى للدولة أن اعتبار الخارجية المصرية مجلس النواب المؤسسة الوحيدة المنتخبة في ليبيا، والوحيدة المناط بها التصديق على أي خريطة طريق، هو تشويه صريح للواقع، ومخالفة واضحة لكل الاتفاقيات المعترف بها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي تنص على أن مجلس النواب في أفضل أحواله هو أحد الأجسام الثلاثة المعترف بها دوليا.

وهذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن قال المجلس إن لديه معلومات استخبارية تفيد بأن مصر وفرنسا والإمارات ترتب للتورط بشكل أكبر مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للهجوم على العاصمة طرابلس باستخدام الطيران والأسلحة النوعية.

وتدعم الدول الثلاث قوات حفتر بالسلاح والأفراد، حيث سبق أن عثرت حكومة الوفاق الوطني على أسلحة فرنسية داخل قاعدة تابعة لحفتر بمدينة غريان غربي البلاد.

وقد سبق أن أقر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بأن بلاده تدعم حفتر في عملياته ضد “الإرهاب” في ليبيا التي تواجه الجماعات “المتطرفة” المدعومة من تركيا، حسب وصفه.

مساع أممية

من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن رغبتها في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد انقضاء الهدنة الإنسانية خلال عيد الأضحى.

وأكدت البعثة في بيان أن القذائف العشوائية التي سقطت في مطار معيتيقة شرقي طرابلس مصدرها من جنوب طرابلس.

وأضافت أن خروق هدنة العيد شملت تحليق الطيران المسير فوق مدينتي طرابلس ومصراتة وتبادل القصف المدفعي بين قوات الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بالإضافة إلى التصعيد العسكري في مدينة مرزق جنوب غربي البلاد.

ورغم أن البعثة لم تحدد في بيانها الجهة المسؤولة عن تلك الخروقات، فإن النقاط والمناطق المستهدفة جميعها تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا التي تصد منذ أشهر الهجمات من قبل قوات حفتر على العاصمة ومحيطها.

وأسفر هجوم قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي للسيطرة على طرابلس، عن أكثر من ألف قتيل وأزيد من 5500 جريح، وفق منظمة الصحة العالمية. ومنذ 2011، يعاني البلد الغني بالنفط من صراع مسلح على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة الوفاق وحفتر.