ضرب زلزال مدمر كل من جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة 7.8 ريختر أدى إلى مقتل ما يقرب من 22000 ألف شخص، مع توقعات بارتفاع العدد في الفترة المقبلة خاصة بعد مرور أكثر من 5 أيام على وقوع الزلزال.
اللحظات الأولى للزلزال كانت مخيفة ولم تشهد أي نوع من أنواع الإغاثة للمتضررين والعالقين تحت الأنقاض خاصة في الشمال السوري الذي تسيطر عليه المعارضة بسبب ضعف الإمكانيات علاوة عن العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد وأعاقت وصول المساعدات.
على الرغم من أن الزلزال كارثة طبيعية لا يمكن التنبؤ بوقوعها أو أماكن حدوثها إلا أن رأس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والولايات المتحدة الأمريكية بقيادة جو بايدن شركاء في جريمة تمت في حق الشعب السوري من خلال عدة عوامل.
لكن الجُرم الأكبر يقع على عاتق رأس النظام السوري بشار الأسد الذي استغل تلك الكارثة وحاول اللعب سياسيًا على دماء المتضررين من أبناء الشعب كي يتم الاعتراف به دوليًا كما أنه أعاق في سبيل ذلك وصول المساعدات لمتضررين حتى ارتفعت أعداد الوفيات بين المنكوبين.
الأسد وبوتين
بالعودة للوراء قليلًا وبالتحديد في عام 2011 خرجت ثورة عارمة جابت جميع أركان سوريا تطالب بخلع بشار الأسد الذي ارتكب جرائم في حق أبناء الشعب السوري لكنه كعادته أي ديكتاتور لم يتنحى رأس النظام.
بعدما أحس بشار أنه مخلوع لا محالة استخدم كل أدواته للنيل من الشعب وإخماد تلك الثورة فبدأ الأمر بقتل المتظاهرين وتطور حتى انتهى بقصف المدنيين العزل بالأسلحة الكيماوية والمحرمة.
حاولت بعض الفصائل إسقاط بشار عبر المقاومة المسلحة إلا أنه استعان بدولة روسيا لقتل أبناء شعبه حتى دارت حروب طاحنة انتهت بتمزق سوريا حيث خضعت المناطق الجنوبية لحكم النظام أما المناطق الشمالية فخضعت لحكم المعارضة السورية.
عمل بشار على التضييق على أبناء الشعب السوري في الشمال حتى أصبحوا يعيشون في مأساة حقيقة بحال أشبه بالحصار أما البقية فقاموا النزوح من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة ومنهم من بقي في العراء في ظل البرد القارس لمدة 12 عام حتى ضربهم الزلزال مؤخرًا وزاد من جراحهم.
شركاء الجريمة
وقع الزلزال ودمر آلاف المباني التي انهارت على رؤوس أصحابها خاصة في منطقة الشمال السوري التي تعتبر شبه محاصرة وهو ما أعاق وصول المساعدات للأهالي في تلك البقعة.
لكن بعض الإجراءات التي سبقت الزلزال كانت سبب رئيس في مقتل الآلاف مثل إجراء إغلاق المعابر الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو ما أعاق الوصول بشكل كبير، علاوة عن ذلك فإن تحرك الولايات المتحدة لإنقاذ الأهالي في تلك المنطقة جاء متأخرًا.
من جهة أخرى فإن الولايات المتحدة تسببت بشكل غير مباشر في حصار هؤلاء الأهالي قبل وقوع الزلزال عبر التضييق على المعارضة السورية وعدم محاولاتها لفتح المنافذ للمحاصرين من قبل النظام واكتفت بتطبيق عقوبات على الأسد والذي تهرب منها بطريقة أو بأخرى.
أما من جهة السفاح بشار الأسد فهو منع دخول المساعدات بحجة العقوبات وحاول استخدام الأمر لصالحه سياسيًا ليفلت من العقوبات الموقعة عليه ولينال الاعتراف الدولي الذي حرم منه لسنوات.
علاوة على ذلك فقد قام جنوده بسرقة المساعدات الغذائية والعينية ولم يصل إلى المنكوبين إلا القليل من الأغطية المستعملة والمواد الغذائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
الخلاصة أن جميعهم شارك في تلك الجريمة لكن الجرم الأكبر يقع على السفاح بشار الأسد الذي حاول استغلال دماء شعبه من جديد.. لكن هيهات هيهات فإن الشعوب لا تنسى.
اقرأ أيضًا : مصادرة الأسد لأملاك اللاجئين تحول دون عودتهم لبلادهم
اضف تعليقا