مصادر حكومية أفادت بأن عدد كبير من القيادات والمسؤولين انقلبوا ضد السيسي

 موجة الاحتجاجات الحالية الأكبر منذ ست سنوات

بعد ست سنوات من القمع الوحشي في مصر تحت حكم عبد الفتاح السيسي، يبدو أن المعارضة المصرية تتصاعد مرة أخرى، خاصة بعد ظهور “وسوم” معارضة جديدة تدعو الناس إلى النزول إلى احتجاجات ومظاهرات ضد النظام، وقد شارك في تلك الوسوم آلاف المصريين، ليكون مرادفاً إلى “وسم” #الشعب_يريد_إسقاط_النظام، أشهر شعار في ثورات الربيع العربي، ليعود مرة أخرى على الساحة في مصر الخميس، بعد نشر مقاطع فيديو جديدة تتهم السيسي بالفساد وتدعو إلى اعتقاله.

القصة بدأت بعد قيام المقاول والفنان المصري محمد علي، وهو مدير شركة إنشاءات هندسية كانت تتعامل مع القوات المسلحة، بنشر مجموعة من الفيديوهات على الشبكة العنكبوتية تتهم السيسي بإهدار مليارات الدولارات من أموال الدولة لبناء قصور فاخرة وباهظة التكاليف لنفسه وللرتب العليا في القوات المسلحة.

وقد أشار محمد علي في الفيديوهات المُشار إليها أنه الآن قيد “المنفى الذاتي” في إسبانيا لخطورة ما يقوم بنشره.

وزعم علي في تسجيلاته أيضاً أن الحكومة مدينة له بمئات الملايين من الجنيهات على خلفية قيام شركته بتنفيذ مشاريع تم تكليفه ببنائها، بما فيها قصور السيسي الفاخرة.

وفي مقطع فيديو نُشر مساء أمس الخميس، دعا علي جميع المصريين إلى النزول إلى الشوارع مساء الجمعة، بعد مباراة كرة القدم المقرر إقامتها بين فريقي الأهلي والزمالك في القاهرة؛ “للتعبير عن رفضهم للسيسي”.

كما طالب وزير الدفاع إلى الوقوف في صف المعارضين وحماية تلك الاحتجاجات، داعياً إياه لاعتقال السيسي.

من ناحية أخرى، يشك الكثيرون من المتابعين للشأن المصري في أن الملايين المشاركين في نوبات الغضب التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية قد يقومون بالنزول فعلياً إلى الشارع والمشاركة في مظاهرات حقيقية ضد النظام، على الرغم من أن الاحتجاجات على الانترنت شديدة بصورة لم يشهدها العالم الافتراضي منذ سنوات.

يوم الجمعة التي دعا لها محمد علي، يشير إليها البعض على “تويتر” بأنها #جمعة_غضب جديدة، ويقوم الملايين بالتغريد على ذلك الوسم ناشرين صوراً من ثورة 25 يناير المصرية إلى جانب تعليقات مثل “هيا نفعلها مرة أخرى!”.

ومن الجدير بالذكر أن أيام الجمعة أصبحت أيام الاحتجاجات الشعبية في الدول العربية والإسلامية.

في سياق متصل، إلى جانب الفيديوهات التي قام علي بنشرها، قام أيضاً بإنشاء وسم #كفاية_بقى_ياسيسي ، والذي تم التغريد عليه أكثر من مليون مرة، ليصبح الهاشتاج رقم واحد على تويتر لمدة يومين متتاليين.

من جانبه، يبدو أن الاحتجاجات الجماهيرية المقرر انطلاقها مساء الجمعة قد دفعت السيسي إلى التفكير في إلغاء زيارته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المقرر عقدها يوم السبت، حتى يتمكن من عقد اجتماعات طارئة لقمع الاضطرابات، وفقاً لمصادر حكومية.

تشكل موجة الانتقاد لسوء إدارة النظام والفساد أكبر تهديد لحكم السيسي منذ الاحتجاجات التي أعقبت انقلابه الذي أطاح بمحمد مرسي عام 2013، وفق ما أفادت به مصادر حكومية رفيعة المستوى للصحيفة.

وقال مصدر آخر، اشترط عدم ذكر اسمه، إن العديد من كبار المسؤولين في المؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة قد انقلبوا على السيسي الذين يعتبرونه الآن “عبئًا” على الدولة، وينتظرون اللحظة المناسبة لمحاولة الإطاحة المستبد.

أثارت حالات مختلفة من فساد السيسي غضب المسؤولين، بما في ذلك ترقية ابنه محمود إلى مناصب عليا في جهاز المخابرات العامة، بينما يجبر موظفون آخرون على التقاعد بالقوة.

كما تزايدت المخاوف بشأن قيام السيسي شخصياً بتعيين القضاة في البلاد، مما أثار انتقادات بأن القضاء فقد استقلاليته وحياده ونزاهته.

جاءت هذه الخطوة كجزء من التغييرات الدستورية الشاملة التي تمدد فترة ولاية الرئيس وتمنح الجيش نفوذاً أكبر داخل الحياة السياسية المصرية.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا