أعلنت المقاومة الفلسطينية استمرارها في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث سيتم تسليم جثامين أربعة من أسرى الاحتلال يوم الخميس 20 فبراير/شباط، يليه الإفراج عن ستة أسرى إسرائيليين أحياء يوم السبت 22 فبراير، ضمن الالتزامات التي تعهدت بها المقاومة.

وأكد خليل الحية، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، أن من بين الجثامين التي سيتم تسليمها جثامين عائلة “بيباس”، في حين سيتم استكمال باقي الجثامين المتفق عليها في المرحلة الأولى خلال الأسبوع السادس، كما شدد على التزام المقاومة التام بتنفيذ الاتفاق وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

وأشار الحية إلى أن المقاومة تعمل مع الوساطات القطرية والمصرية لضمان تنفيذ جميع البنود، والتي تشمل إدخال الإغاثة والوقود، تحسين أوضاع الصيادين، وفتح المعابر لتخفيف معاناة السكان في غزة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يواصل صموده رغم المحاولات المستمرة لفرض واقع جديد عليه.

نائل البرغوثي على أعتاب الحرية بعد عقود من الأسر

وفي تطور لافت، أفادت مصادر عائلية بأن الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي تواصل مع عائلته صباح اليوم ليبلغهم بأنه من المتوقع أن يكون ضمن الدفعة القادمة من صفقة تبادل الأسرى.

البرغوثي، الذي يُعد أقدم أسير فلسطيني، اعتقل لأول مرة عام 1978، وأمضى أكثر من 34 عامًا في الأسر قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 2014، وأصدر بحقه حكمًا بالسجن المؤبد و18 عامًا إضافية، مستندًا إلى ما يُعرف بـ”الملف السري”.

ورغم التحركات القانونية والدولية، استمرت معاناة البرغوثي داخل الأسر، حيث فقد والديه وشقيقه عمر البرغوثي دون أن يُسمح له بتوديعهم، وخلال الأعوام الماضية، تعرضت عائلته لعقوبات جماعية شملت الاعتقالات وهدم المنازل، في محاولة للنيل من صمودهم.

ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن البرغوثي خلال الأيام المقبلة ضمن تنفيذ اتفاق التبادل، وسط ترقب عائلته ومحبيه لهذا الحدث الذي يُمثل انتصارًا جديدًا في معركة الإرادة والصمود التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات.

استمرار الجهود لإنجاح الاتفاق رغم العراقيل

في الوقت الذي تستمر فيه المقاومة في تنفيذ التزاماتها وفق الجدول الزمني المحدد، تؤكد مصادر مطلعة أن هناك جهودًا مكثفة تبذلها الوساطات لضمان استكمال باقي بنود الاتفاق، والتي تشمل وقفًا تامًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا للقوات من غزة، وإتمام صفقة تبادل شاملة بضمانات دولية.

ويُذكر أن الاتفاق، الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يهدف إلى إنهاء العدوان وتحقيق استقرار دائم، فيما تتواصل التحركات الدبلوماسية والسياسية لضمان التزام جميع الأطراف ببنوده، بما يضمن الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين وإعادة الحياة إلى قطاع غزة.

اقرأ أيضًا : احتجاجات أمام مقر BBC في لندن: اتهامات بالتحيز والتضليل الإعلامي لصالح إسرائيل