في وقت تواصل فيه قـــ.ــوات الاحـــ.ــتـــلال الإسرائيلي قصفها العنيف وتوغلها البري في قطاع غـــ.ـــزة، كشفت كتائب القســـ.ـــام – الجناح العسكري لحركة حـــ.ـــماس – عن تنفيذ سلسلة من الكمائن النوعية والضربات الميدانية التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحـــ.ــتـــلال خلال الأيام الماضية، لا سيما في محيط خـــ.ــان يـــ.ـــونـــس.

وفي الضفة الغربية، وتحديدًا في جنين، واصلت كتيبة جنين – التابعة لسرايا القدس – عملياتها الهجومية على دوريات وآليات الاحـــ.ــتـــلال، في وقت تتزايد فيه الاقتحامات الاستيطانية بحماية عسكرية، ما يعكس تناغمًا بين الإرهاب الرسمي والمستوطن في ظل تصاعد المقاومة في أكثر من جبهة.

 تفاصيل ميدانية: الكمائن الصامتة

في بلاغ عسكري رسمي، أكدت كتائب القسام أن مجاهديها استدرجوا قوة إسرائيلية إلى نفق مفخخ في منطقة قيزان النجار جنوب خـــ.ــان يـــ.ـــونـــس، حيث فُجرت بهم عدة عبوات ناسفة فور دخولهم فتحة النفق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وسط تكتم إسرائيلي تام عن نتائج الهجوم.

▪️ العملية أعقبها تفجير ثلاث عبوات ناسفة شديدة الانفجار في جرافات D9 عسكرية، بالإضافة إلى استهداف مباشر بقذائف “الياسين” وعبوات “شواظ” و”برميلية”، في نفس المنطقة.

▪️ كما أعلنت الكتائب سابقًا عن تفجير منزل مفخخ في قوة خاصة إسرائيلية شرق رفح، وكمين في منطقة أبو الروس أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف العدو.

▪️ وتم تدمير دبابة إسرائيلية شرق خـــ.ــان يـــ.ـــونـــس عبر عبوة ناسفة مزروعة مسبقًا خلال توغل ميداني.

هذا التصعيد يؤكد أن المقاومة رغم استهداف بنيتها التحتية لم تفقد قدرتها على المبادرة، والتخفي، وتنفيذ عمليات دقيقة تتطلب تخطيطًا هندسيًا وميدانيًا عاليًا.

 الضفة الغربية: جنين تشتعل.. ونابلس ترفض الخنوع

في الضفة الغربية، أعلنت كتيبة جنين عن تفجير عبوة بدورية إسرائيلية في وادي السيلة، مؤكدة وقوع إصابة مؤكدة في صفوف الاحــتــلال. وتزامن ذلك مع اقتحام عشرات المستوطنين جبل العرمة في بيتا جنوب نابلس، وسط حماية كاملة من جيش الاحــتــلال.

▪️ المشهد ازداد قتامة بعد استشهاد الفتى جهاد أدهم عديلي (17 عامًا)، والشاب سيف غسان عديلي (19 عامًا) برصاص الاحــتــلال قرب بلدة أوصرين جنوب نابلس، ما يرفع منسوب الاحتقان الشعبي والميداني.

 ماذا تعني هذه العمليات في هذا التوقيت؟

1. استمرار الفعل المقاوم رغم محاولات الاستئصال

ضربات القسام المتكررة داخل خطوط التماس تُظهر أن المقاومة ما زالت قادرة على الحركة والهجوم رغم شهور من الحرب، وهو ما يُحبط استراتيجية الاحــتــلال القائمة على إنهاك البنية القتالية للفصائل.

2. تكتم الاحتلال دليل فشل

غياب التصريحات الرسمية الإسرائيلية عن هذه العمليات يعكس محاولة لاحتواء الرأي العام الداخلي ومنع انهيار المعنويات، لا سيما في ظل تكرار الكمائن والخسائر في مناطق يفترض أنها “مُطهّرة” بحسب الخطاب الإسرائيلي.

3. جبهة الضفة: التمدد الشعبي للمواجهة

تصاعد العمليات في جنين ونابلس يؤكد أن الضفة لم تعد ساحة هادئة، بل باتت جزءًا من المعركة الممتدة التي تربك الاحتلال من الجنوب إلى الشمال، وتطرح تحديًا أمنيًا جديدًا يتطلب نشرًا دائمًا للجنود والمعدات.

بين الأنفاق في خـــ.ــان يـــ.ـــونـــس وعبوات جنين، تبرهن المقاومة الفلسطينية أنها ما زالت حاضرة ومؤثرة، رغم حجم الدمار والإبادة والعدوان المتواصل.

الاحتلال قد ينجح في القتل، لكنه يفشل في إنهاء روح المقاومة، التي تتحول يومًا بعد يوم من مجرد فعل ميداني إلى ثقافة وطنية شامخة.

 ومع كل عملية، تتقلص آمال نتنياهو في إعلان “نصر مزعوم”، ويزداد يقين المقاومة أن الحرب رغم كلفتها، لن تنهي الكفاح الفلسطيني بل تزيده رسوخًا وشرعية.

اقرأ أيضا: غزة تحت سلاح التجويع.. حماس تحذّر من كارثة إنسانية والمقاومة تتوعد بإفشال مخططات الاحتلال