في خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن تم تسريب لقطات منه مؤخرًا، ارتكب الأخير زلة لسان “فاضحة” حين وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برئيس “المكسيك”، في وقت حرج بالنسبة للرئيسين، لبايدن بسبب التقارير المنتشرة التي تتحدث عن خرفه، وللسيسي بسبب موجات السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تصفه بـ “المكسيكي”.
قال بايدن أثناء خطابه حول الأوضاع في غزة “كما تعلمون، في البداية، لم يكن رئيس المكسيك، السيسي، يريد فتح بوابة معبر رفح للسماح بدخول المواد الإنسانية [إلى غزة]… لقد تحدثت معه… وأقنعته بفتح البوابة”، وتابع “تحدثت مع بيبي لفتح البوابة على الجانب الإسرائيلي”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “لقد كنت أضغط بشدة، بشدة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.”
وجاءت هذه التعليقات في خطاب “غير محدد التاريخ” يهدف إلى دحض الادعاءات الواردة في تقرير لاذع للمستشار روبرت هور، وهو مشرع جمهوري سابق، أثار فيه مخاوف حول ذاكرة بايدن وأمراض الشيخوخة وإصابته بالخرف بسبب كبر سنه.
هذه ليست المرة الأولى التي يخلط فيها بايدن بين زعماء العالم، الأحياء والأموات، حيث ادعى هذا الأسبوع أنه تحدث إلى فرانسوا ميتران، الرئيس الفرنسي الراحل، وهيلمت كول، المستشارة الألمانية الراحلة، خلال جهوده الدبلوماسية لحل الأزمات في العالم.
وسرعان ما تم تداول مقطع الخطأ الأخير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك بين العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب والمصريين.
في مصر، يُشار إلى السيسي باسم “المكسيكي” – وهي نكتة متداولة منذ فترة طويلة نشأت من مقطع فيديو انتشر منذ عدة سنوات، حيث وجه رجل مصري رسالة للرئيس، وصفه بأنه “عبد الفتاح المكسيكي”، وذلك لكي لا يتعرض لأي ملاحقة أمنية إذا استخدم اسم السيسي الحقيق، وفي رسالته طلب من “المكسيكي” خفض الأسعار وتحسين نوعية الحياة في الدولة الواقعة شمال إفريقيا.
ومنذ ذلك الحين، تم استخدام هذا اللقب على نطاق واسع بين المستخدمين المصريين عبر الإنترنت، خاصة فيما يتعلق بالفقر وتكلفة المعيشة.
منذ أن أصبح رئيسًا في عام 2014 – بعد أن قاد انقلاب عسكري على أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر محمد مرسي قبل عام – أشرف السيسي على حملة قمع شرسة ضد المعارضة.
ويقدر عدد السجناء السياسيين المحتجزين حالياً في السجون المصرية بنحو 65 ألف سجين، تعرض معظمهم للتعذيب والاختفاء القسري، بل لا يزال المئات مفقودين حتى الآن.
وأعيد انتخاب السيسي لولاية ثالثة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد تصويت شابه إقصاء معارضين واتهامات بالرشوة والترهيب لأي شخص يحاول الترشح ضد السيسي.
وتواجه مصر، التي يقطنها أكثر من 109 ملايين نسمة، أزمة اقتصادية حادة، مع تضخم قياسي ونقص في العملات الأجنبية.
وفي أغسطس/آب، وصل معدل التضخم السنوي في مصر إلى ما يقرب من 40%، وفقاً للأرقام الرسمية، مما أدى إلى وصول العديد من المصريين بالقرب من خط الفقر أو تحته، في وقت كان أكثر من نصف السكان بالفعل تحت خط الفقر أو قريبين منه قبل الأزمة الحالية.
في الوقت نفسه، يتعرض الرئيس المصري والحكومة المصرية أيضًا لانتقادات شديدة بسبب تعاملهما مع الحرب الإسرائيلية على غزة، واتهامات باستغلال أزمة الشعب الفلسطيني للتربح من ورائها، إذ قالت مؤسسة خيرية لموقع ميدل إيست آي إنها اضطرت إلى دفع 5000 دولار لشاحنة لشركة مرتبطة بجهاز المخابرات العامة المصرية لتوصيل المساعدات إلى غزة، كما انتشرت تقارير عن تلقي مسؤولين مصريين رشاوى من الفلسطينيين في غزة للسماح لهم بالعبور عبر معبر رفح.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا