في خضم التصعيد الأميركي ضد اليمن، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تحركات عسكرية مريبة تقودها ميليشيات يمنية مدعومة من النظام الإماراتي، تهدف إلى استغلال الغارات الجوية الأميركية كغطاء للسيطرة على الساحل اليمني، وتحديداً مدينة الحُديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر.
خريطة التحرك:
▪️ بحسب مسؤولين يمنيين وأميركيين تحدّثوا للصحيفة، فإن الميليشيات المدعومة إماراتيًا تُحضّر لهجوم بري ضد جماعة الحوثي، بالتزامن مع العدوان الجوي الأميركي، في مسعى لإعادة رسم السيطرة على الشريط الساحلي.
▪️ اللافت أن هذه التحركات لا تجري بشكل منفرد؛ فقد أشارت المصادر إلى تورّط شركات أمنية أميركية خاصة في تقديم استشارات ميدانية للفصائل اليمنية المؤيدة للحكومة المعترف بها دولياً.
الرؤية الإماراتية… إسرائيلية الهوى:
▪️ النظام الإماراتي طرح هذه الخطة على مسؤولين في واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يعكس مدى التنسيق السياسي والعسكري بين الجانبين، رغم أن الولايات المتحدة لم تُعلن رسميًا تأييدها للعملية البرية بعد.
▪️ بحسب وول ستريت جورنال، فإن النقاش الدائر يشمل منح هذه الفصائل صلاحية تولي المهام الأمنية، ما يعني عمليًا تفكيك السيادة اليمنية وتسليمها لوكلاء الإمارات.
الهدف الحقيقي: السيطرة على الحُديدة.. لا حماية اليمن:
▪️ الخطة التي يجري تداولها تقضي بنشر القوات الموالية لأبوظبي على الساحل الغربي، بهدف انتزاع ميناء الحُديدة من يد الحوثيين. هذا الميناء يُعتبر شريانًا اقتصاديًا لليمن، وبوابة استراتيجية تتحكم في الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر.
▪️ وإذا ما نُفذت هذه الخطوة، فإنها ستُبعد الحوثيين عن ممرات مائية حيوية شهدت في السابق هجمات ضد السفن، مما يصبّ في المصالح الإسرائيلية التي تسعى لتأمين الملاحة من البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، بدعم غير معلن من أبوظبي.
مخاطر مضاعفة على اليمن:
▪️ العملية البرية – إن تمت – ستُدخل اليمن في حلقة جديدة من الحرب الأهلية، وتُنذر بإشعال جبهات خامدة، خصوصًا مع تراجع الحملة الجوية الأميركية، وسعي إدارة ترامب لتجنب التورّط في حروب مفتوحة.
▪️ هذا السيناريو يُعيد إلى الأذهان الدور التخريبي للنظام الإماراتي في جنوب اليمن وعدن وسقطرى، حيث سعت أبوظبي دومًا إلى فرض مشاريع انفصالية وتقسيمية خدمةً لأجندات إقليمية، في مقدمتها تأمين مصالح إسرائيل في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
ما يجري ليس صراعًا بين يمنيين، بل استثمار إماراتي سافر في لحظة ضعف حوثية، هدفه إعادة تشكيل الجغرافيا اليمنية لصالح مشروع التطبيع الإقليمي وإسرائيل، عبر السيطرة على بوابات اليمن البحرية الحيوية، وتأمين خط الملاحة الإسرائيلي من باب المندب إلى إيلات.
اقرأ أيضا: دول عربية تدين هجمات الفاشر وتطالب بوقف الحرب.. بينما النظام الإماراتي يغذي المـ ـجـ ـازر من الخلف
اضف تعليقا