اعتقال متضامنين مع فلسطين وشيطنة كل صوت حر

في حادثة تعكس انحياز النظام الهندي الكامل للاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت السلطات في بلدة ناراولي شمال البلاد 7 مسلمين، لمجرد توزيعهم ملصقات تضامنية مع غزة، حملت عبارات مناهضة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

لم تتضمن تلك الملصقات سوى دعوات أخلاقية وإنسانية لمقاطعة المنتجات المرتبطة بإسرائيل، وتذكير بفظائع العدوان، إلا أن السلطات تعاملت معها كجريمة.

هذا القمع الممنهج ليس حالة فردية، بل سياسة متكررة لمنع أي تعبير تضامني مع فلسطين داخل الهند، خصوصًا في عهد حكومة ناريندرا مودي.

دعم عسكري مباشر لإسرائيل: الطائرات من الهند.. والقنابل من الضمير الميت

يتجاوز الموقف الهندي حدود التواطؤ الدبلوماسي، ليصل إلى الشراكة العسكرية الكاملة في العدوان على غزة. ففي فبراير الماضي، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل حصلت على طائرات مسيرة من طراز “هيرميس 900″، جرى تصنيعها في مصنع أقامته شركة “ألبيت” الإسرائيلية داخل مدينة حيدر آباد الهندية، بالشراكة مع مجموعة شركات يقودها الملياردير الهندي أداني.

هذه الطائرات القاتلة، التي استخدمت في قصف المدنيين في غزة ولبنان، خرجت من الهند لا من تل أبيب، في تأكيد على تحوّل الأراضي الهندية إلى قاعدة خلفية لتموين آلة الحرب الإسرائيلية.

متطوعون هنود في جيش الاحتلال: دم فلسطيني على أيادي هندية

في مشهد صادم، كشفت وسائل إعلام هندية عن اصطفاف مئات من الهنود أمام السفارة الإسرائيلية في نيودلهي للحصول على تأشيرات سفر بهدف الالتحاق بجيش الاحتلال والمشاركة في الحرب ضد غزة.

ما لا يقل عن 400 متطوع هندي قاتلوا ضمن صفوف جيش الاحتلال خلال الأسابيع الأولى من العدوان، بحسب تقارير إعلامية، بينهم مستوطنون من أصول هندية تم استدعاؤهم من الاحتياط، وآخرون جاؤوا مدفوعين بعقيدة صهيونية منحرفة، تنتمي لقبائل مثل “بني منشيه”، التي تدّعي ارتباطًا دينيًا بفلسطين المحتلة.

مودي يقمع التضامن ويعزز التحالف مع الجلاد

منذ بداية الحرب، حرص رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على إعلان تأييده الصريح لإسرائيل، واعتبار مقاومة الفلسطينيين “إرهاباً”.

في الوقت الذي تتظاهر فيه بعض الدول بدعم غزة إنسانيًا، لم يكتف النظام الهندي بالصمت، بل شارك ماديًا في قتل الفلسطينيين، وعمل دبلوماسيًا على تعطيل أي قرار دولي يدين إسرائيل، خصوصًا داخل حركة عدم الانحياز ومجموعة بريكس.

الهند اليوم ليست مجرد حليف لإسرائيل، بل أصبحت امتدادًا فعليًا لعدوانها، تشاركها القنابل والطائرات، وتقمع شعبها إذا ما عبّر عن تعاطفه مع الضحية.

عندما تصبح الديمقراطية واجهة.. والطغيان عقيدة

ما يحدث في الهند اليوم يؤكد أن ما يُسمّى بـ”أكبر ديمقراطية في العالم” بات مجرد غطاء لحكومة قومية متطرفة، تُخرس أصوات مواطنيها، وتموّل آلة حرب استعمارية، وتضع يدها في يد الاحتلال، ضد كل القيم الإنسانية.