في تطور جديد يعكس التدهور النفسي العميق في صفوف جيش الاحتلال، أقدم جندي إسرائيلي من الكتيبة البدوية في فرقة غزة، يدعى محمد الهيب، على الانتحار قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة، بعد أن فشل في محاولة سابقة قبل أيام. هذا الحدث ليس مجرد حادثة فردية، بل يأتي ضمن موجة متزايدة من حالات الانتحار بين جنود الاحتلال، الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة بسبب الحرب المستمرة.
أزمة نفسية غير مسبوقة في صفوف الجيش الإسرائيلي
🔹 أرقام صادمة عن انتحار الجنود
منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، انتحر 28 جنديًا إسرائيليًا، بينهم 16 من جنود الاحتياط، وهو أعلى معدل انتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ 13 عامًا، وفقًا لتقارير إذاعة جيش الاحتلال.
🔹 محاولات لإخفاء الأرقام الحقيقية
رغم هذا الرقم الكبير، تشير مصادر إسرائيلية إلى أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير، إذ يرفض الجيش الإسرائيلي نشر البيانات الكاملة عن الجنود المنتحرين أو الذين حاولوا الانتحار، خشية التأثير على المعنويات الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، الذي بدأ يفقد ثقته في قدرة الجيش على إدارة الحرب.
🔹 اضطراب ما بعد الصدمة.. قنبلة موقوتة
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة حرب الاحتلال، هناك 5200 جندي إسرائيلي، أي ما يعادل 43% من الجرحى العسكريين، يعانون من اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD). كما يتوقع أن يصل عدد الإسرائيليين الذين يحتاجون للعلاج النفسي إلى 100 ألف شخص بحلول عام 2030، نصفهم على الأقل يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة بسبب الحرب.
تداعيات الانتحار على المجتمع الإسرائيلي
🔹 فقدان الثقة في الجيش
الارتفاع الحاد في حالات الانتحار والاضطرابات النفسية بين الجنود يكشف عمق الأزمة التي يعيشها الجيش الإسرائيلي، حيث لم تعد المشكلة فقط في ساحة القتال، بل أصبحت داخل الجيش نفسه، الذي يعاني من التفكك النفسي والعجز عن التعامل مع تداعيات الحرب.
🔹 حالة رعب في الشارع الإسرائيلي
المجتمع الإسرائيلي بدأ يشعر بأن الحرب التي شنتها الحكومة لم تجلب الأمن بل خلقت جيلًا محطمًا نفسيًا، مما يزيد من حالة السخط الداخلي تجاه حكومة نتنياهو والقيادة العسكرية، التي لم تحقق أي أهداف ملموسة رغم أشهر من القتال.
🔹 تصدعات في تماسك الجيش الإسرائيلي
الجنود المنتحرون ليسوا فقط ضحايا الحرب، بل هم مؤشر على الانهيار الداخلي الذي يضرب جيش الاحتلال، حيث باتت معنويات الجنود في أدنى مستوياتها، وهو ما سينعكس سلبًا على كفاءة الجيش في الميدان، خاصة مع تصاعد الخسائر وعدم وجود رؤية واضحة للخروج من المستنقع الذي دخلته إسرائيل في غزة.
المجتمع الإسرائيلي في مواجهة الحقيقة
الحرب على غزة لم تقتصر خسائرها على الجنود القتلى والمصابين ميدانيًا، بل امتدت إلى حرب نفسية داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت تتكشف حقائق مرعبة حول حجم الصدمة التي يعاني منها الجنود وعائلاتهم. ومع استمرار القتال، من المتوقع أن تتزايد أعداد المنتحرين والمصابين نفسيًا، مما يهدد النسيج الاجتماعي الإسرائيلي ويضعف ثقة الشعب في جيشه وحكومته.
هل يدرك الإسرائيليون الآن أن حكومتهم زجّت بهم في معركة لا أفق لها، وأن الخسائر النفسية ستكون أكثر فتكًا من الخسائر العسكرية؟
اضف تعليقا