تشهد المملكة العربية السعودية تغييراً جذرياً في هوية مجتمعها المحافظ منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى سدة الحكم والذي أمر حاشيته بإطلاق العنان للانفتاح بالمملكة أو بمعنى أصح الفساد ببلاد الحرمين.

فأقام أتباع محمد بن سلمان الحفلات الماجنة الليلية وتحولت بلاد الحرمين من أكثر دول محافظة على العادات والتقاليد العربية إلى بلد مسخ يقام فيها الرقص والعري والخمور.

تحدثت تقارير عالمية عن هذا التغيير الجذري والتي خلصت جميعها إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو المستفيد الأكبر منها، حيث أنه من جهة يظهر بمظهر الحاكم المنفتح على الثقافات الأخرى خارجياً ويغطي قمعه وبطشه بالمعارضة داخلياً.

ولعل أهم أسباب هذا الانفتاح هو أنه عامل إلهاء لهذا الشعب عن بطش بن سلمان وسرقته وبذخه وترفه وهو وحاشيته، فقام أمراء مقربين من الأمير بإغراق بلاد الحرمين بالمخدرات والتي انتشر بشكل كبير في السعودية وأصبح أكثر من 60% من شباب المملكة مدمنين بمباركة محمد بن سلمان.

ناقوس الخطر 

لم تتحدث إدارة المملكة عن انتشار ظاهرة الإدمان وتجارة المخدرات إلى عندما دق ناقوس الخطر من قبل الصحف الغربية التي رصدت تقاريرها ارتفاع معدلات تجارة المخدرات في بلاد الحرمين.

انتشرت تجارة المخدرات في المملكة العربية السعودية في العقد الأخير وخاصة بين عامي 2015 – 2022 والتي شكلت فيها مضبوطات المملكة من المخدرات 45% من حجمها بالعالم بأسره، ما دفع بعض الصحف إطلاق لقب “السعودية عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط”.

جاء الرد من الحكومة السعودية باهتاً حيث أنها اتهمت جهات أجنبية في تشويه صورتها إلى أن تقارير أثبتت أن ضباط وأمراء ضالعين في تجارة المخدرات بالمملكة والتي يعتبرونها تجارة مربحة فقد يصل تسليم الشحنة الواحدة 10 ملايين دولار وتحقق أرباحاً قدرها 180 مليون دولار.

لكن الخطر الحقيقي أن آخر الإحصائيات كشفت أن 200 ألف شخص سعودي من فئة الشباب وأعمارهم بين 19 – 29 عاماً هم مدمنون بالمملكة وأخطر أنواع المخدرات وهم يمثلون 60% من فئتهم الشباب أي بين كل 10 شباب سعودي هناك 6 مدمني مخدرات.

أمراء المخدرات 

تتواتر الأخبار من المملكة العربية تباعاً عن الجهود الأمنية التي تقوم بها السعودية بالقبض على مجرمي تهريب المخدرات داخل المملكة بكميات كبيرة لكن  حوادث عديدة فضحت المملكة التي تروج لنفسها إعلامياً فيما يعمل أمرائها في تجارة المخدرات.

بالرجوع للوراء قليلاً فقد تم القبض على الأمير السعودي عبد المحسن آل سعود والشهير “بأمير الكبتاغون” والذي تم ضبطه بالمادة المخدرة في مطار الحريري بلبنان وبحوزته 2 طن من حبوب الكبتاغون المخدرة، فما كان من محمد بن سلمان إلا أن توسط له عن الرئيس اللبناني وتم إطلاق سراحه.

تكرر نفس الحدث مع الأمير السعودي يوسف بن سعود بن عبد العزيز الذي تم القبض عليه في لبنان أيضاً، بالإضافة إلى الأمير نايف بن فواز الشعلان الذي تم القبض عليه في فرنسا بالمخدرات وحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن 10 سنوات.

ليس ذلك فحسب فقد تم القبض على الضابط عادل الشمري وهو يحاول تهريب 18 كيلو من الكبتاغون إلى دول الكويت وهو ما كشفه عضو مستشفى الأمل للمخدرات الذي صرح أن من يتم القبض عليهم في المملكة  هم صغار التجار أما الكبار فهم يحميهم محمد بن سلمان.

الخلاصة أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يرعى انتشار المخدرات في المملكة ليلهي الشعب عن جرائمه حتى بات أكثر الشباب السعودي مدمنين أخطر أنواع المخدرات، كما أنه يحمي الأمراء والضباط الضالعين في قضايا تجارة المخدرات.

اقرأ أيضاً : ازدواجية المعايير.. محمد بن سلمان يسلط هيئة مكافحة الفساد على أمراء ويتغاضى عن آخرين