“تحول لم يكن يخطر على بال أحد أن يحدث في يوم من الأيام، فمن أحد القيادات الهندوسية المتعصبة ضد الإسلام إلى شخص مسلم يسعى لبناء المساجد ليتوب الله عليه بسبب ما اقترفه من آثام”.
تلك باختصار هي المحطات السريعة المتغيرة في سيرة كار سيفاك (محمد عامر، بعد اعتناقه الإسلام)، وهي القصة التي تستحق التوقف عندها منذ ميلاده في قرية قريبة من بانيبات بالهند، حيث عمل والده “دولت رام مدرسا” وكان أحد أتباع الزعيم الراحل غاندي.
وسلط تقرير على موقع “النيزك” الضوء على قصة الهندوسي المتعصب الذي شارك في قيادة العدوان على مسجد بابري التاريخي بالهند قبل 25 عامًا، قبل أن يهتدي في وقت لاحق لاعتناق الإسلام والمساهمة في بناء عشرات المساجد تكفيرًا عن مشاركته في هدم المسجد التاريخي.
وفي سعيه للتكفير عن ذنبه في هدم مسجد بابري، لم يكتفِ كار سيفاك (محمد عامر، بعد اعتناقه الإسلام) باعتناق الإسلام بل وبناء عشرات المساجد، بل نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام والدفاع عن المساجد في ربوع الهند الواسعة.
وكان “سيفاك” قد التحق بالحركات الهندوسية القومية المتطرفة في سن مبكرة، وتنقل بينها وصولا إلى أقصاها تطرفا حتى توجها بأن يكون واحدًا ممن قادوا الحملة لتدمير مسجد بابري قبل 25 عاما.
ومن أبرز تلك المنظمات التي انتمى إليها “راشتريا سوايامسيراك سانغ” التي يرمز إليها اختصارا بـ (آر أس أس) وهي أكبر المنظمات الهندوسية الأصولية المتشددة وأقواها.
وأصبح كار سيفاك لاحقًا قياديًا في حزب “شيف سينا” المغالي في تطرفه اليميني والذي يعرف عن مؤسسه إعجابه الشديد بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.
ويصف محمد عامر مشاركته في هدم مسجد بابري في 6 ديسمبر 1992 باليوم المشؤوم، ويقول إنه وصل إلى أيودا قبل هذا اليوم بحوالي أسبوع للانضمام إلى الآلاف من المتعصبين الهندوس الذين قدموا من جميع أنحاء البلاد لهدم المسجد.
ويقول أيضا “كنا نخشى أن يكون قد تم نشر قوات من الجيش بأعداد كبيرة في المسجد ومحيطه، ولكن على الأرض لم يكن هناك أي من قوات الأمن، مما أعطانا دفعة، وكنا مستعدين عقليا لهدم المسجد في ذلك اليوم”.
ويضيف كار سيفاك (سابقا) أنه كان أول من تسلق القبة الوسطى للمسجد، وقام مع آخرين لحقوا به بهدمها بالفؤوس.
وبعد أن أتم مهمته التي يخجل منها حاليا وارتد عائدا إلى بلدته استقبل استقبال الأبطال، وفق قوله. وقال “ولكن في المنزل، صدمني رد فعل عائلتي، فقد أدانت أسرتي العلمانية أفعالي”.
يقول محمد عامر: “أدركت لاحقا ذنبي أنني قد اتخذت القانون في يدي وانتهكت دستور الهند، واعتنقت الإسلام”.
محمد عامر ليس وحده الذي تحول إلى الإسلام، فهناك أيضا صديقه محمد عمر الذي كان يدعى يوجندرا بال، حيث سبق وتعهدا ببناء معبد رام في أيوديا بعد هدم مسجد بابري.
الصديقان تعهدا بعد اعتناقهما الإسلام لاحقا ببناء 100 مسجد في البلاد، وهما يعتبران ذلك محاولة لتطهير النفس من الخطايا، وقد بنيا منها 90 مسجدا حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن محمد عامر متزوج من امرأة مسلمة ويدير مدرسة لنشر تعاليم الإسلام.
الرابط للفيديو : https://goo.gl/RhFLRu
اضف تعليقا