كشف تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، عن قوة موقف جماعة الحوثي مع انتهاء الهدنة، في وقت يزداد فيه الصراع والانقسام داخل المعسكر المناهض للحوثيين، في ظل تباين أجندات السعودية والإمارات.

وقال التقرير، إن هناك حالة تأهب داخل الدول المحيطة باليمن، لاسيما السعودية والإمارات، حيث تحاول إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الحوثيين، رغم إعلان الجماعة عن نهاية الهدنة، وتأكيدها بوجود مماطلة في تنفيذ مطالبها، وأهمها رفع الحصار عن ميناء الحديدة وإعادة فتح مطار صنعاء وتلقي مدفوعات رواتب العاملين بمناطق سيطرتها.

 

لكن الانقسام في صفوف مناهضي الحوثيين، يغذي أيضا طريقة تعاطي الأخيرة مع مسألة إعادة إحياء الهدنة،  لاسيما أن السعودية والإمارات تريد مزيدًا من الهدوء، مع اقتراب مونديال قطر 2022 و الانتعاشة السياحية المتوقعة في كلا البلدين.

فالأولوية للأطراف جميعها، بما فيها الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين، هو إبقاء القنوات مفتوحة، حتى لو كان احتواء التصعيد هو كل ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة.

وبالرغم من أن الاشتباكات بين بعض القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين إماراتيًا في شبوة وأبين ليس لها صلة مباشرة بالهدنة، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في إضعاف مجلس القيادة الرئاسي المشكل حديثًا، ما أدى إلى اختلال توازن القوى داخل المشهد السياسي والعسكري في اليمن، وشجع الحوثيين على اعتبار أنفسهم أقوى حزب في اليمن.

ويقول “عبدالغني الإرياني”، الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية قوله، إن الهدف الاستراتيجي للحوثيين هو التوسط في صفقة مع السعودية تسمح لهم بالسيطرة الكاملة على مناطق شمال اليمن أو الأجزاء الواقعة تحت سيطرتهم.

وأضاف أن الحوثيين سيفعلون ما هو ضروري لدفع السعوديين للعودة إلى المفاوضات المباشرة. من المحتمل أن يستمروا في إصدار تهديدات تستهدف السياحة السعودية والمنشآت النفطية.

وتابع: “إذا لم ينجح الأمر فسيشنون هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية عندما يكون ذلك أكثر ضررًا – على الأرجح ، في النصف الأول من نوفمبر، مع اقتراب الارتفاع المتوقع في السياحة بسبب اقتراب كأس العالم، حيث بدأت السعودية والإمارات حملة لجذب السياح”.

أقرأ أيضا: الحوثيون يجددون تهديدهم بضرب العمق الإماراتي والسعودي