إبراهيم سمعان

عقد مسئولون إسرائيليون وسعوديون اجتماعات سرية خلال الفترة الماضية، قادت إلى اتفاق تشير التقديرات إلى أن حجمه يصل لـ 250 مليون دولار أمريكي، بينها نقل تكنولوجيا تجسس إسرائيلية إلى المملكة.

 

وذكرت  صحيفة ” alliance” الفرنسية المهتمة بالشأن الإسرائيلي أنه وفقا لهذا الاتفاق تم بالفعل تسليم بعض أنظمة التجسس الإسرائيلية الأكثر تطوراً، إلى السعودية وتم تشغيلها بعد أن تم تدريب فريق فني سعودي على استخدامها.

كما بينت أن البلدين قاما بتبادل المعلومات العسكرية الاستراتيجية في اجتماعات عقدت في واشنطن ولندن من خلال وسيط أوروبي، وأن هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين الرياض وتل أبيب.

وأشارت إلى أنه في سبتمبر أكدت تقارير أن السعودية اشترت نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي للقبة الحديدية للدفاع عن نفسها من هجمات الصواريخ الحوثية.

وتضمنت الصفقة، التي يعتقد أن تمت من خلال توسط الولايات المتحدة، خططًا جديدة للتوصل إلى اتفاق حول التعاون العسكري المكثف بين البلدين.

ونوهت الصحيفة رغم أنه ليس لإسرائيل علاقات رسمية مع المملكة السعودية، فقد تم تعزيز العلاقات بين البلدين ودول خليجية أخرى في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب التهديد المشترك من جانب إيران للمنطقة.

وبينت أن رئيس أركان القوات الإسرائيلية جنرال غادي إيزنكوت التقى مع نظرائه من عدة دول عربية، بما في ذلك رئيس أركان القوات المسلحة السعودية فياض بن حامد الرويلي، منتصف أكتوبر في واشنطن بمناسبة مؤتمر القادة العسكريين ضد المنظمات المتطرفة العنيفة.

وعلى الرغم من أن هذا كان أول لقاء بين آيزنكوت والرويلي، فقد حضر كلاهما مؤتمر القادة العسكريين للسنة الثانية على التوالي.

وفي نوفمبر الماضي ، بعد أول ظهور له في المؤتمر ، اقترح غادي إيزنكوت مشاركة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية حول إيران مع الرياض، موضحًا لصحيفة “إيلاف” السعودية في مقابلة غير مسبوقة أن ما سمعه من السعوديين حول توسع إيران في المنطقة “متطابق” مع المخاوف الإسرائيلية.

 

ويدعم هذا التقرير ما ذكره “راديو كندا”  حيث كشف النقاب عن تجسس الرياض على معارض سعودي يعيش في كندا من خلال استخدام أجهزة تجسس إسرائيلية لتتبعه في منفاه.

وقال الراديو إن القصة بدأت عندما تلقى عمر عبد العزيز، طالب سعودي من جامعة بيشوب، رسالة نصية تحتوي على رابط يؤكد شحنة تم شراؤها من الأمازون.

وأضاف لم يكن يعلم هذا المعارض للسلطات السعودية أنه من خلال النقر على هذا الرابط، تسربت حزمة وبرامج تجسس إلى هاتفه، موضحا أن هذا البرنامج الذي يدعى “Pegasus ” يُمكن مستخدميه من الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بالشخص الذي يتم التجسس عليه وكذلك الرسائل حتى أنه يسمح بالاستماع وتسجيل المكالمات.

ويشير الراديو إلى أنه  ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختراق عمر عبد العزيز، هذا السعودي الذي وصل إلى كيبيك عام 2009 للدراسة في جامعة ماكجيل، ثم نشط على تويتر ويوتيوب، منتقدًا نظام حقوق الإنسان السعودي، وفي عام 2013 ألغت السلطات في الرياض منحته الدراسية، وبعدها حصل على حق اللجوء السياسي وأصبح مقيمًا دائمًا في كندا عام 2014.

يحظى عمر عبد العزيز بشعبية كبيرة على الشبكات الاجتماعية، يقول الراديو، تمت مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به على يوتيوب مئات آلاف المرات، ويتابعه على تويتر ما يقرب من 300000 شخص، وكذلك لديه جمهور كبير على سناب شات، ومع ازدياد متابعيه يعتقد أن النظام السعودي يريد إسكاته.

وبعد اكتشاف مراقبته من قبل السلطات السعودية من خلال هاتفه، أصبح عبد العزيز خائفا من أن تقوم السلطات بإيذائه جسديا، ومع ذلك، يريد التحدث عن تجربته علانية، ولكي تتغير بلاده،  يجب أن يقف أشخاص ضد ما يحدث.

وبحسب الراديو لم يكن عمر عبد العزيز هو الذي اكتشف برنامج التجسس ” Pegasus ” على جهاز آيفون الخاص به، بل باحثون من جامعة تورونتو، فقد أخبر هذا الفريق عمر عبد العزيز أن Pegasus من إنتاج شركة إسرائيلية تبيعه فقط للحكومات لإجراء تحقيقات جنائية أو تلك التي تتعلق بأمن بلدهم.

ومن خلال اكتشاف هذا الأمر عن طريق شبكة “الواي فاي” لم يكن الباحثون يعرفون أن الموبايل ملك لعمر، لكنهم كانوا مقتنعين بأن صاحب الهاتف المصاب كان “شخصًا مهمًا للحكومة السعودية”.